للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآية السابعة قوله تعالى في سورة لقمان {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} الآية وفي كل من هذه الآيات دليل على استقرار الأرض وسكونها.

قال الراغب الأصفهاني الميد اضطراب الشيء العظيم كاضطراب الأرض قال أن تميد بكم.

وقال ابن الجوزي في تفسير سورة النحل قوله تعالى {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ} أي نصب فيها جبالًا ثوابت أن تميد لئلا تميد وقال الزجاج كراهة أن تميد يقال ماد الرجل يميد ميدًا إذا أدير به وقال ابن قتيبة الميد الحركة والميل يقال فلان يميد في مشيته أي يتكفأ، وقال البغوي قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} أي لئلا تميد بكم أي تتحرك وتميل والميد هو الاضطراب والتكفؤ ومنه قيل للدوار الذي يعتري راكب البحر ميد، قال وهب: لما خلق الله الأرض جعلت تمور فقالت الملائكة أن هذه غير مقرة أحدًا على ظهرها فأصبحت وقد أرسيت بالجبال فلم تدر الملائكة مم خلقت الجبال.

قلت وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن نحوه، وروي سعيد عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد نحو ذلك أيضًا، وروى ابن جرير عن علي رضي الله عنه قال لما خلق الله الأرض قمصت وقالت تخلق عليّ آدم وذريته يلقون علي نتنهم ويعملون علي بالخطايا فأرساها الله بالجبال فمنها ما ترون ومنها ما لا ترون وكان أول قرار الأرض كلحم الجزور إذا نحر يختلج لحمه، ويشهد لهذه الآثار ما رواه الإمام أحمد والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت الحديث.

وقال ابن كثير في تفسيره سورة النحل ذكر تعالى الأرض وما ألقي فيها من الرواسي الشامخات والجبال الراسيات لتقر الأرض ولا تميد أي تضطرب