اقتصاد وسياسة، ما دام هذا الخلاف يدخل في حيز الاجتهاد، وتنوع زوايا النظر، واختلاف المعطيات المتوفرة لدى كل صاحب رأي، فكل يعتقد أن التأكيد على تلك النقطة هو الأهم، وهو معقد الحبل، في حين لا يرى الآخر ذلك كذلك.
هذا الخلاف العلني يشير إلى دلالات مختلفة، يضيق المجال عن قراءاتها، ولكنه ليس أول خلاف علني بين رجلين، ففي شهر إبريل ٢٠٠٤ لم يوفر الشيخ صالح الفوزان، وهو أحد أكثر المشايخ نشاطًا في الرد ونقد المخالفين في نقد زميله الآخر الشيخ عبد الله المطلق، على صفحات الصحف.
وماذا كان السبب؟
السبب كان أن الشيخ المطلق في افتتاح ندوة (المرأة والعمل الدعوي بالمملكة) في ١٥ أبريل ٢٠٠٤ م انتقد عدم مشاركة المرأة في برامج إذاعة القرآن، وهي إذاعة تبث المواعظ والتلاوات القرآنية على مدار الوقت، رافضًا منع المرأة من ذلك بحجة أن (صوتها عورة) كما شجع على أن تشارك المرأة بالدعوة عبر (بعض الفضائيات الجادة) وقال (نحن نحب ونشجع إذا رأينا في القنوات الفضائية مثل (. . . .) وغيرهما برامج تشترك فيها النساء بالحجاب الإسلامي بالمعنى الثاني (أي بغطاء الرأس دون الوجه) وقال الشيخ المطلق (ينبغي لنا أن نفرح بأن ٩٠% من النساء المسلمات يرين أن هذا الحجاب هو الحجاب الإسلامي الذي يؤجرن بإتباعه) مشيرًا إلى أن الخلاف في شكل وحدود حجاب المرأة موجود منذ زمن الصحابة والرسالة النبوية وحتى الآن.
ونشرت مداخلته تلك صحيفة (الوطن) السعودية (١٦ أبريل ٢٠٠٤).
وبعد يومين، وفي نفس الصحيفة، رد الشيخ صالح الفوزان، مستغربًا صدور هذه الآراء من الشيخ المطلق، وتعجب كيف يخرج هذا الكلام (من رجل ينتسب إلى العلم).