قائلًا إن الشيخ المطلق استحسن خروج المرأة في الفضائيات داعية وهي كاشفة وجهها، ورفض الشيخ الفوزان ذلك (لأنها عورة وفتنة) واعتبر الفوزان بأنه ليس صحيحًا أن صوت المرأة ليس بعورة، وبعد هذا الرد بيوم واحد أرسل الشيخ المطلق تعقيبًا لصحيفة (الوطن) شدد فيه على أن كلامه (امتدت إليه يد الحذف والتحريف) وأنه قد ساءه ذلك وطالب بنشر تعليقه (حيث التبس على كثير من الدعاة والعلماء الأمر وظنوا بأخيهم ظنًّا سيئًا) لكن الصحيفة تمسكت بموقفها وقالت بالنص (ببالغ الاحترام والتقدير لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، نشرنا رده. . . .) ونؤكد أن الموضوعات التي تناولها الشيخ ونشرتها الصحيفة نشرت (. . .) ولدي الصحيفة نسخة من الشريط تؤكد ما نشرته الصحيفة دون أن تمتد له يد الحذف أو التحريف).
حسنًا الأمثلة كثيرة على هذا النوع من السجالات بين الفقهاء وأهل الشريعة أنفسهم، والمجال يضيق عن حصرها، وليس آخرها المعركة التي أثيرت ضد الدكتورة الفقيهة الأزهرية عميدة دراسات الشريعة العليا سعاد صالح، حينما ناصرت الحجاب ضد النقاب.
ما يثير في هذا الخلاف هو النظر إليها بوصفها تعبيرًا عن الجانب الواقعي والمتحرك من الفقه والشريعة، فهناك (عقول) بشرية ومشارب اجتماعية، ووضعيات سياسية، توجه مسار اجتهاد الفقيه، وتحكم عملية الفقه والتفقه، فالفقيه - في نهاية الأمر - كائن منفعل بالواقع، فاعل به، ومتأثر بظروفه هو، فقد تكون (فتواه) مع التحريم أو الإباحة، عكس فقيه آخر، ولكن لا يعني ذلك أن الاثنين خاليان من أية تأثيرات محيطة بهما، أيًّا كان مصدر هذه التأثيرات، وهذا شيء طبيعي بوصف الفقيه (إنسانًا) وبوصف التفقه يساوي حصيلة التفاعل بين عقل الفقيه ونظره من طرف، والنص الديني من طرف والواقع وضغوطه ومتغيراته من طرف آخر.