ولدت في مدينة بريدة ١٣٦٧ هـ وعشت طفولتي وصباي في حواريها ودرست المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارسها، وبعد تخرجي من الثانوية العامة سافرت إلى الرياض للدراسة في كلية الشريعة.
والعودة بالذاكرة إلى تلك الأيام يثير الشجون، فعالم الطفولة في ذلك الحين يختلف كثيرًا عن طفولة هذه الأيام، فقد كان الأطفال آنذاك صغارًا بأعمارهم لكنهم كبار في أفعالهم وأعمالهم وتصرفاتهم، فقد كنا نقوم بأدوار رئيسة في مساعدة أهلنا على متطلبات واحتياجات الحياة .. كنا نبيع ونشتري ونعمل، ولم تكن الإجازة الصيفية كما هو الحال الآن وقتًا للسهر والنوم والترفيه، وإنما كانت فرصة للعمل والكسب لمواجهة متطلبات الدراسة، حيث كان الأطفال يعملون ليدخروا نقودًا يشترون بها احتياجاتهم المدرسية ونحوها، وقد كنت مولعًا بالبيع والشراء منذ طفولتي فقد كنت وأنا في المرحلة الابتدائية أضع في "جيبي" الأيمن نوعًا من "الحلاوة" وفي الجيب الآخر "علوكًا" أبيعها على زملائي التلاميذ.
ومن المواقف الطريفة التي لا يمكن أن أنساها أن أستاذي في المرحلة الابتدائية د. حسن الهويمل جمعنا ذات يوم في فناء المدرسة وكان معه أيضًا أستاذنا ناصر الوشمي - رحمه الله - وسألنا عن أمنياتنا في المستقبل، وماذا نريد أن نكون؟ وحين جاء دوري أجبته "أريد أن أكون رئيسًا" فاندهش وضحك اعتقادا منه أنني كنت أطمح في أن أكون رئيسًا مثل الرئيس المصري جمال عبد الناصر، الذي كان وقتها في قمة شهرته، بينما كان طموحي آنذاك أن أكون رئيسًا للبلدية" مثل أول رئيس لبلدية بريدة الأستاذ عبد الله البراك رحمه الله.
تظل البدايات محفورة في الذاكرة .. كيف كانت بدايتكم في مجال العلم، وما أول وظيفة أو عمل تجاري مارسته؟ وهل كنت تخطط للتميز والنجاح في مجال الوظيفة العامة أو الأعمال؟