للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: أنا أعرف إن كنت أنت تبي تبيعه، وإنك ما تلقى أحسن من هالسعر، فقال الربدي: لكن أنا ما قبضت التمر ولا وكلتك تبيعه، تراي ما أبي دراهمك ولا تمر تشريه أنا ما أبي إلَّا تمر النخل اللي شريت ثمرته وإلى صارت السنة المقبلة الله يلحقنا خير أخذناه منك.

وقد عجب ابن قاسم وانصرف بالنقود ويقال إنه تاجر بها وكسب منها مبلغا طيبا، وفي السنة التي بعدها أعطى (الربدي) التمر.

ومن ذلك ما حدثني به أكثر من واحد، قالوا: قال حمد بن خضير وكان أحد تجار وسعة بريدة التي تقع إلى الشمال من المسجد الجامع وابن خضير هو الذي سبق ذكره في حرف الخاء وأنه توفي عام ١٣٠٨ هـ ومعنى (الوسعة) الميدان، ووسعة بريدة ميدان فيه دكاكين.

قال ابن خضير لجماعة من أهل الوسعة والسوق يمازحهم: وش لي إن خليت الربدي ما يأخذ من واحد منا شيء من الدراهم اللي له عندنا؟

فقالوا له: لك عندنا ذبيحة.

فقال: كل واحد منكم يجيب اللي عنده من الفلوس اللي عنده ذهب يجيب ذهب واللي عنده فضة يجيب فضة واللي عنده أرباع وهي نقود نحاسية يجيب أرباع واللي عنده بيشليات وهي نقود نحاسية أيضًا يحسبها، ثم كتب كل شيء وخلطها وأعطى كل واحد منهم جزءا منها وقال له: إذا جاك الربدي، فعطه اللي عندك من هذولي وقل له: خذ حقك يا عم محمد، وشوفوا وش يقول.

فلما فعلوا ذلك فزع الربدي من عملهم وترك دكاكينهم دون أن يأخذ من حقه شيئًا ثم سألهم عمن حسَّن لهم ذلك عندما تكرر منهم فأخبروه بأنه ابن خضير، فقال له: يا ابن خضير أنت تبي تدخلن النار ما تخاف الله، أنا لي عند بعضهم ذهب وبعضهم عنده لي فضة وبعضهم أرباع وتبين أخذ من الواحد شيء ما هو لي؟