للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له ابن خضير: لا أنا ما أبي أدخلك النار لأنك إن شاء الله من أهل الجنة وأبي لك الأجر لأنك تمهلهم زود مدة ينتفعون باللي لك عندهم وأنت ما يضرك.

ومرة كان له نصف ثمرة حائط كبير من النخل فاتفق مع الفلاح كالعادة ليقتسموه فاقتسماه بالفعل ووضعوا المراسيم، ولكن الفلاح يعرف ورع الربدي فأخذ المراسيم ورماها، وقال للربدي: يا عم ترى أحد الأطفال أخذ المرسام وهو الذي يبين حدود النخل بيننا، ولا أعرف مكانه وحطيت بمكانه آخر، ففزع الربدي، وقال: لا، تبينا نأخذ شي ماهوب لنا وترك أخذ التمر كله منه ذلك العام وكان هذا هو ما يريد ذلك الفلاح!

حدثني سليمان العلي المقبل وقد سمعتها من غيره ولكنني آثرت روايته قال: كان ناصر الصبيحي رجلا جريئًا متكلمًا، وكان يكثر من الكلام في محمد الربدي ويقول معناه: إنه من العجب أن هذا الرجل اللي ما (يفك عشاه من البس) يصير تاجر بريدة وحنا وأمثالنا ما عندنا شيء.

وكان لا يستخفي بهذا الكلام وأمثاله، بل يتكلم به في المجالس العامة مما بلغ أبناء محمد الربدي وأبلغوا والدهم به يستشيرونه في أن يشكوا الصبيحي، أو أن يفعلوا له شيئًا يوقفه عند حده، ولكنه يمنعهم من ذلك ويقول اتركوه قال ناصر الصبيحي: كان لنا ملك في خب البريدي من الخبوب وهو الحائط من النخل، فباع شريكنا فيه الرسيني وكان له نصفه نصيبه بسبعين ريالًا، قال: فبادرت وشهدت الشهود أنني قد شفعت في نصف الملك وأنني أنا الذي سوف أشتريه بالقيمة المذكورة وهي سبعين ريال.

قال: ولم أكن أملك وقتها ريالًا واحدًا، ولكن الموضوع يتعلق بنصف مشاع في حائط لنا لا نريد أن يشتريه غيرنا، وكان شريكنا فيه الرسيني منسجمًا معنا، ولكنه باع نصيبه منه، ولا نريد أن يأتي غيره يكدرنا.