ففكرت في حيلة أحصل بها على النفود فلم أجد لا دينًا ولا غيره، ولم يكن هناك شخص يملك مثل هذه النقود زائدة عن حاجته ويمكن أن يقرضني إياها غير محمد الربدي، إلا أنني أعرف أن سبي إياه بل وقبعتي المستمرة فيه قد وصلته، إلا أنني بدافع الضرورة قررت أن أذهب إليه وأطلبها منه.
قال: فتحينت الساعة التي يخرج فيها أولاده من البيت، لئلا يروني داخلًا بيتهم فيوغروا صدر والدهم عليَّ.
وكان يخرجون بعد أن ترتفع الشمس في الصباح إلى السوق من أجل شراء المواشي والسمن من البدو أو من أجل بيع ما عندهم من ذلك.
قال: فضربت الباب على محمد الربدي وكان من عادته أن يكون في البيت في ذلك الوقت، ففتح الباب لي ابن له أو لأحد أبنائه صغير، وخرج في نفس الوقت من عنده رجل لا أعرفه، وربما كان من خارج بريدة.
فلما وصلت إليه وجدته جالسًا في صدر المجلس، فسلمت عليه وأنا مطاطئ رأسي فقال لي: وش عندك يا ناصر، وش اللي جايبك يا الصبيحي؟ يعرف أنني لا آتي إلا لأمر مهم، لعدم الود بيني وبينه.
فقلت له: يا أبو عبد الرحمن نصف ملكنا بيع بسبعين ريال وهذي قيمة رخيصة وإذا شراه أجنبي عنا فسد علينا وأنا شفعت به، ولا عندي ولا ريال واحد من السبعين ريال، وقلت: ما هنا إلا الله ثم العم محمد أتدين منه هالسبعين ريال وأرهنه بهن اللي يبي!