قال الصبيحي: ولم أكن أريد القهوة لئلا يدخل علينا أحد أولاده ويفسد عليَّ حاجتي، فلما شربت القهوة رفع طرف زولية في مجلسه وإذا بدراهم فيها وقال لي: يا الصبيحي رزقك قدام وجهك هذولي هالدراهم جابهن لنا اليوم الرجال اللي قابلك عند الباب هو يطلع وأنت تدخل.
ثم عد لي سبعين ريال وأعطاني إياها وأنا لا أصدق ذلك، وأقول لنفسي: أنا في حلم أو في علم؟
فقلت له: ما هنا أحد يكتبهن عليَّ يا عم؟ قال: إلى طلعنا للدكان مر علينا ويكتبونهن العيال، وخلهن معك.
قال الصبيحي: فقبلت رأسه بعد أن أخذت الدراهم، وخرجت من قهوته أريد الباب الطالعي، وقبل أن أصل إليه ناداني بصوت مرتفع فقلت في نفسي: الله أعلم إنه تغير رأيه، ويبي يأخذ مني الدراهم، لكن وش أسوي هو أنا أضربه لما يغشى واهجّ بالدراهم؟ أو وش أسوِّي؟
ولما وصلت إليه قال لي: يا الصبيحي تشوف ها الوليد اللي صب لك القهوة؟
قلت: نعم، شفته.
قال: ترى الرَّجَّال اللي جاب ها الفلوس أخذهن مني يوم أن هالوليد ببطن أمه وقعدن عنده لما كبر ها الولد، فأنت لا يضيق صدرك إلى منك ما حصلتهن تراهن سلف عندك ولو قعدن سنين مثل ما قعدن عند هالرجال اللي جابهن.
قال الصبيحي: فغلبني التأثر وجعلت أبكي وأنا أقبل رأسه! ! ودموعي تتساقط على جبهته! ! !
حدث سليمان بن عبد العزيز البراهيم الربدي عن أخبار جد والده (محمد العبد الرحمن الربدي) أن الفلاحين حينما يستوي الزرع ويجئ موسم الحصاد كان التجار في القصيم يذهبون إلى الحقول لاستلام حقوقهم من الحبوب بعد الحصاد.