صحيح في أخو رجلي، يا رب أنا ظلمته وأنت واخذتنا بذلك حتى افتقرنا، يا رب التوبة وعِدْ علينا بإقبال مثل أول.
قالوا فعرف ابن غيث من ذلك أن امرأته قد كذبت في قولها عن أخيه فأسرع يطلقها ولم يبق معه إلا عبده المملوك.
وقد عجز عن العمل في فلاحته لأنه ليست لديه نفقة لها فقال للعبد، يا فلان أنا أبي أقول لك شيء في نفسي، وهو غصب عليَّ: أنت تعرف أني ما بيدي شيء الآن وأني لا أملك إلا أنت لذلك رأيت أني أبيعك وأحصل من ثمنك دراهم أشري بهن ناقتين أروح عليهن للديرة الغربية أي الشام أو للعراق وأترزق الله بهن، مالي قعاد بديرتنا الآن.
فقال له العبد: يا عم، لا تبعني ومن جهة النوق الثنتين أنا اجيبهن لك ولا تبيعني، أعطني يا عمي - بطانين كل ناقة أجيبها ببطان، والبطان: حبل قوي غليظ، فأعطاه ابن غيث بطانين وهو لا يصدق أنه سيحضر له ناقتين لأن هذا الامر لا يستطيعه هو فكيف يستطيعه العبد؟
قالوا: فدخل العبد من الخبوب إلى بريدة وترك البطانين عند أحد أصدقاء عمه وقصد (دحيم الربدي) وقال له: يا عم دحيم أنا جاءٍ إليك أخطب بنتك فلانة، لعمي عبد الله الغيث هو أرسلني وهو يسلم عليك.
قال الراوي: وابن غيث رجل معروف برجولته لكن لا يعرف الناس حقيقة حالة المالية، فشاور الربدي بعض أهله ووافق على الخطبة أي على أن يزوج ابن غيث من ابنته.
وقال للعبد: أبلغ عمك بموافقتنا نسأل الله له التوفيق.
قال الراوي: ربما كانت ابنت الربدي قد تزوجت قبل هذه المرة، وطلقت، ولكنه لم يتأكد من ذلك ويقول: ربما أنها لم تتزوج.