ثم رجع العبد إلى عمه ابن غيث في الخبوب وأخبره بما فعل وأن دحيم الربدي قد وافق على زواجه من ابنته فصعق عمه، وقال: يا فلان، كيف تسوِّي هذا؟ من أين لي أنا الدراهم للزواج من بنت دحيم الربدي؟
فقال العبد: أنا أتولى هذا.
وبينما كان أهل بيت الربدي يستعدون للزواج عاد العبد إلى عبد الرحمن الربدي - دحيم الربدي - وأسر إليه بأن عمه مفلس، وأنه ليس لديه نفقة للزواج فإذا لا مانع لديه من إتمام الزواج فهذا جيد، وإن رأى تأجيله حتى يستغني ابن غيث فلا مانع.
فقال الربدي: حنا مزوجينه هو ما زوجنا حلاله، ثم استعد لكل ما يلزم.
قالوا: فدخل ابن غيث على زوجته بنت الربدي، ولكنه لم يقترب منها لأن قلبه مشغول، فلما كان في منتصف قالت لأمها وأبيها:
ترى ابن غيث ما تزوج منكم يبي الزواج لكن له غرض آخر.
وكان دحيم الربدي يعرف ذلك الأمر فطيب خاطرها وأمرها أن تذهب إلى زوجها، وفي الصباح أعطاه من المال على سبيل القرض ما أصلح به حاله ومنه ناقتان من أجل أنه يسني بهن على ملكه من النخل.
وقد كان الزواج من بنت الربدي فاتحة لعودة الخير إليه فصلحت حاله وعادت تجارته، ويقال: إنه رد بعض الجميل للربدي بعد أن استغنى وكان (الربادى) قد نكبوا من ابن رشيد.
ومن الأدب الشعبي أيضًا:
أن عبد العزيز ابن رشيد قد حرج على (دحيم الربدي) ببطان في سوق بريدة فشرته حريم الربادى، وحريم أسرة أخرى بصوغهم وحليهم.