للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وذلك أن ابن رشيد كان قد أخذ أموال (الربادى) بعد وقعة الطرفية، ولم يعرف لدحيم الربدي مالًا ظاهرًا، وكان (الربادى) بالفعل يعيشون بعد الطرفية مما لدى الناس لهم من ديون يأتي بها الناس إليهم خفية، وذلك أن دفاترهم كانت قد انقذت بعد أن كان ابن رشيد طلبها فألقوها في الشارع عندما حضر رجال ابن رشيد ليفتشوا بيتهم، وقد انقذت واختلف فيمن انقذها، وأخفاها على رجلين أحدهما إنه سليمان أبو طامي والثاني أنه حمد العقيل، وهو معتمد لآل الربدي معروف منذ قديم بذلك.

ويقال بأن الربدي أخفي دفاتره حتى عذب عذابًا شديدًا لإخراجها فلم يفعل وقد نصحه أحد أصدقائه بأن يبينها، فقال للناصح إنك لا تفهم لو أبينها كان أول من يوذي عندها أنت وكان قصد الربدي من إخفائها لئلا يضروا بالمديونين لهم فيطالبوهم بالتسديد ثم يصادرونه لا خوفًا من أخذ الدراهم بل خوفًا من إيذاء الناس رحمه الله.

ولكن هذا كله غير صحيح، لأن الصحيح أن ابن رشيد قد قتله بنفسه في الطرفية، أما مقتله فإنه كان بعد وقعة الطرفية مباشرة في عام ١٣١٨ هـ وتصور العامة قصة مقتله بما يلي:

دحيم الربدي شجاع فارس لم يقدر عليه وقت المعركة وحالت عليه خيل ابن رشيد من شمر فلم يستطع إلا أن يقصد خيام آل سبهان من كبار قوم ابن رشيد فدخل عليهم وهم أرحام الربادى.

وفي العصر جلس ابن رشيد على القهوة وصار يسأل عن المُهَرِّف، قالوا: لم يذبح وقال: صالح الحسن المهنا؟ قالوا ما ذبح.

فقال: وفلان وفلان؟