ثم قال ودحيم الربدي؟ قالوا: ما ندري، فقال: أحد جلسائه: الربدي عندكم في مخيم السبهان.
فناداهم ابن رشيد فجحدوه - أي جحدوا أن يكون الربدي عندهم - فقال: هاتوه وإلا والله لاحطكم رجم يريد أن يقتلهم ويضع أجسادهم واحدًا فوق الآخر، وهذا مجرد تهديد، فقالوا: خف الله يا طويل العمر لا تقطع وجيهنا عند الناس هذا دخل علينا وزبناه.
فقال: اسمعوا هاتوه هالحين ثم أرسل أحد رجاله مع الحديد لقيده فقيده وأتي به إلى ابن رشيد يرسف بالقيود الحديدية.
قال ابن رشيد: مسيك بالخير يا دحيم الربدي.
قال: مسيك بالشر واللعنة.
فقال ابن رشيد: هاه تبين أذبحك أريحك؟
قال ابن رشيد: عليّ الجيرة لا قطعك وأنت حي.
فقال الربدي: الحر إلى كِتف أخدم، لكن كان أنت ولد متعب فخلن على فرسي وشف وش أفعل يريد أنه سيهرب منه، ويقاتل من يقاتله من جند ابن رشيد، ثم أخذ ابن رشيد يقطعه بالسيف عضوًا عضوًا، وكان (آل سبهان) ذكروا للربدي قبل أن يعلم ابن رشيد أنه عندهم أنهم يخلونه يهرب على فرسه، فقال: لا، واحد أهون من سبعة، أي إذا خليتوني أروح ذبحكم أنتم؟ وأنتم سبعة، وإذا بقيت ذبحني وأنا واحد.
أقول: زعم العامة أن ابن رشيد قطع أعضاء دحيم الربدي قبل أن يقتله غير صحيح، بل هو من خيال العوام الذي أضفوه على وقعة قتله.
فالصحيح أن ابن رشيد لم يقطع شيئًا من أعضائه، وربما كان ضربه على بعضها قبل قتله مع أن هذا لم يثبت عندنا.