والدليل على ذلك ما حكاه ثقات أهل الطرفية أن أحد الناس ذكر لهم أن جثمان دحيم ملقى بأسفل النفود وقد أسرع أناس من التواجر خفية ليس معهم إلا شخص واحد من غيرهم فحملوا جثة (دحيم الربدي) على زولية (سجادة قديمة) ودفنوه في أرض طينية، وكل ذلك حدث خفية خوفًا من عقاب ابن رشيد.
ولا يزال قبره معروفًا حتى الآن - ١٤٢٧ هـ - يعرف بأنه قبر دحيم الربدي، وقد وصفوا بدنه قبل دفنه بأنهم رأوا فيه خاصة في بطنه بياضًا غير معتاد، وأقول: أنا، ربما كان ذلك من أثر النزيف الشديد لدمه، أو لكونه أبيض اللون بالفعل فأنا أعرف حفيده ابن ابنه واسمه (محمد السليم) أبيض اللون بياضًا غير معتاد، ولو كان ابن رشيد قطع أعضاء من أعضاء الربدي قبل أن يقتله لرأى ذلك الذين دفنوه من أهل الطرفية ولنوهوا به.
كما نوهوا بحادثة تافهة وهي أن فلانًا من أهل الطرفية - أعرف أنا مؤلف الكتاب - اسمه ولكنني لا أريد ذكره، قال: أبي أروح أحفر قبر الربدي آخذ الزولية التي دفنت معه.
وكان الذين دفنوه حملوه في (الزولية) ووضعوه فيه وهو ملفوف بهذه الزولية، فانتهرهم القوم من أهل الطرفية، وعلى رأسهم فلان التويجري، وتوعده قائلًا، إن لمست قبر الربدي ذبحتك.
وبهذا سلم قبره من النبش.
وقتل مع (دحيم الربدي) ابنه سليمان ويعرف باسم (سليِّم) بلفظ التصغير، لأنه كان صغيرًا حديث عهد بزواج، وقد قتل وامرأته حامل بولده الوحيد الذي لم يرزق قبله بولد، وقتله مؤكد وأنه تعرف عليه بعض أهل الطرفية وهو مصاب قبل أن يجهز عليه أعوان ابن رشيد فيقتلونه بعد انتهاء المعركة فيمن قتلوه من المصابين.