يكون لك أنت يا ابن رشيد بلدك حايل وقراياها، ويكون لأبا الخيل بريدة وقراياها، ويكون لابن سليم عنيزة وما يتبعها، ويكون لي أنا الرياض وقراياها وما يتبعها، وكلٍّ يرجع إلى ديرته، وتزول المحاربة بين الطرفين.
وكان الملك عبد العزيز آل سعود يطلب من فهد الرشودي ذلك أمام الناس فربما تبلغ ابن رشيد أيضًا من غير طريق الرشودي.
وقال الملك عبد العزيز لفهد الرشودي: يا فهد، بلغه الرسالة في مجلسه بعد العصر، ولا يكون ذلك بينك وبينه، خل الناس اللي عنده يسمعونها.
ذهب فهد الرشودي على فرس يقود بها شخص من أهل بريدة نسيت اسمه، ولما أقبل على معسكر ابن رشيد قال الذي يقود به الفرس لجنود ابن رشيد: هذا فهد الرشودي مندوب من عبد العزيز بن سعود يبلغ الأمير ابن رشيد رسالة.
والرشودي معروف بالاسم لابن رشيد والمقربين من قومه.
قالوا: فأخذوا فهد الرشودي إلى مجلس عبد العزيز بن متعب بن رشيد، فأبلغه فهد الرشودي بالرسالة التي حملها اياها عبد العزيز بن سعود، وهي رسالة شفهية.
فلما أكمل الرشودي كلامه علق ابن رشيد على ذلك بقوله: أنا يصير لي حايل وقراياها، وش هي قرايا حايل؟ طابه، والعظيم، والمكحول؟ أنا أبي القصيم ذنبه والذنبة ألية الخروف لأنها دسمة صافية.
لكن يا فهد الرشودي قل لعبد العزيز بن سعود: نجد ما يصلح فيها حاكمين، ما تصلح إلَّا لحاكم واحد، إن كان ابن سعود يبينا نحقن دماء المسلمين فيطلع لي في سهلة رهداء، والسهلة الأرض الرملية، والرهداء المستوية، ونتذابح أنا وإياه أي نتقابل، إن كان ذبحني فنجد له، وإن ذبحته فنجد لي، وهذا هو اللي يحقن دماء المسلمين.