للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال للرشودي: يا فهد اسمع، قل لابن سعود هذا الكلام في مجلسه والناس يسمعون مثلما قلت لي كلامه والناس يسمعون.

عاد فهد الرشودي إلى معسكر ابن سعود وهو معسكر أهل القصيم أيضًا، ولما رآه الملك عبد العزيز قام من مجلسه قاصدًا شراعه، ليستمع إلى رد ابن رشيد على رسالته الشفهية من فهد الرشودي على انفراد، ولكن الرشودي توقف قائلًا لابن سعود: يا طويل العمر الرجل حملني أمانة طلب مني أني أقولها لك والناس يسمعون مثلما أني قلت له كلامك وهم يسمعون.

ثم نقل لابن سعود وقومه وغيرهم ممن في مجلسه يسمعون، وكان مجلسه حافلًا، فقال الملك عبد العزيز بن سعود عند ذلك: الحي ما يطارد الميت، يريد أنه أي ابن سعود حيٍّ بمعنى أن موقفه جيد وأن ابن رشيد ميت على عكس ذلك.

ثم قال ابن سعود: لكن الله يعينني عليه بالدبور، وهذا دعاء على ابن رشيد بإدبار أمره.

قال والدي رحمه الله وهو يقص عليَّ هذه القصة، وقد أعان الله عبد العزيز بن سعود على ابن رشيد بالدبور، فكان تدبيره في غير مصلحته حتى قتله الملك عبد العزيز ومن معه في روضة مهنا في أول عام ١٣٢٤ هـ.

وقد دخلت قصة سفارة فهد الرشيد هذه إلى الأدب الفصيح المكتوب، قال الأستاذ خالد الفرج في ذكرها نظمًا (١):

أدرك السأم منهم ابن السعود (٢)

وهو دارٍ بعزم ذاك العنيد (٣)

فسعى للوفاق وابن الرشيد


(١) أحسن القصص، ص ٣٨ - ٤٠.
(٢) أي من الأعراب.
(٣) يعني عبد العزيز بن متعب بن رشيد.