للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأنتم بينوا لنا ذلك وعرفونا بخط حالًا عطوه ابن مبيريك (١)، وهو يسعى ساعي (٢)، وهذا موجب حرصنا على عدم فوات الوقت والا نجزم انكم احرص منا على ها الأمر، مخصوص وهو لها الدرب وحنا ننتظر جوابكم ونرجو أن الله يوفق الجميع لما به الخير.

هذا ما لزم تعريفه ودمتم محروسين.

حرر في ٢٨ جمادي الثانية ١٣٤٤ هـ.

التعليق على الرسالة:

هذه الرسالة مهمة من الناحية التاريخية، ومن الناحية المالية، إذ تبين مدى قدرة الملك عبد العزيز المالية في تلك الفترة عام ١٣٤٤ هـ.

ثم إنّها توضح شيئًا مهما آخر، بل أكثر أهمية وهي أسلوب الملك عبد العزيز آل سعود في طلب القرض من أهل بريدة لتمويل شراء إيل ليحج عليها مع حاشيته، فهذا الأسلوب ليس أسلوب حاكم متسلط، بل حتى ولا أسلوب حاكم عادل، بل هو أفضل من ذلك، إذ هو كأسلوب التاجر الذي يريد أن يشتري سلعة بمكسب من رجلٌ آخر، فهو يحسن له السلعة ويعطيه فيها ١٠% ربحًا.

وهذا يدل على صلاح الملك عبد العزيز في نفسه، وعلى حسن سياسته ورفقه بالمواطنين الذين تحت حكمه.

وقد بين الغرض من الرسالة وهو أنّه يريد أن يحج عياله، وسيحج في تلك السنة ١٣٤٤ هـ، والمراد بالعيال هنا النساء ومن في حكمهم، ولكن من المعلوم أنّه يتبعهن جماعة من النساء من عبدات مملوكات وخادمات ومن حرس.


(١) ابن مبيريك هو مبارك بن ناصر المبيريك أمير بريدة.
(٢) الساعي: الذي يرسل برسالة خاصة يوصلها مسرعا إلى من أرسلت إليه.