فقلت له: هذا فيه شعر، وكررته عليه، فقال: هو راشد آخر، قلت له: من هو ذلك الآخر؟
هل تعرفه؟
فقال: لا.
وكنت سمعت قبل ذلك أن (راشد الرقيبة) و (عبيد العبد المحسن) والد المشايخ العبيد كانا يكتبان ما يريده الحاكم جبرًا، لأنهما لا يستطيعان الإمتناع كما ظاهر من أحوال الناس في تلك العصور.
وعلى ذكر الرقيبة ورد على ذهني أن شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله كان سألني مرة عن الرقيبة، وهل قال فيهم أحد شيئًا غير مناسب، فقلت له: الرقيبة أسرة طيبة، ولم يقل أحد من الناس فيهم شيئًا غير طيب، بل هم من خيار الأسر في نسبهم وفي أفعالهم وفي سيرة رجالهم وجدهم راشد الرقيبة في أعلى درجات الامتياز بالدين والخلق والسمعة الطيبة، فضلًا عن المال الوافر.
كان شيخنا يسألني كثيرًا عن أسر من أسر بريدة فأخبره بما أعرفه عنها من طيب أو خلافه، لأنني أعرف أن الأمر سيكون سرًّا بيني وبينه.
ولذلك لم أستغرب حين سألني عن (الرقيبة) ونسيت الأمر، وبعد أكثر من سنتين بقليل قال لي: هل تذكر ما سألتك عنه من جهة أسرة الرقيبة؟
قلت: نعم، قال: السبب أنه مذكور لي عندهم امرأة ورغبت في أن أتزوجها ولكنني أحببت أن أسألك عنهم لكي أعرف ما إذا كان فيهم ما يقدحون به، من دون أن أخبرك بقصدي، قال الشيخ عبد الله: وقد تزوجت تلك المرأة منهم بالفعل.
وقد كافح راشد الرقيبة وهو صغير واشتغل بالتجارة دون رصيد من مال في