من الطرائف التي يثيرها ما ذكرناه من العقارات والنخيل وما فيها من آبار ومن الأثل والبيوت ما روي أن راشد بن رقيبه عندما استغنى ووصلت شهرته بالغنى إلى خارج بريدة جاء إليه رجل ذكر أنه من بلدته الأصلية (القراين) في الوشم، وقال له: أنا فلان لي قرابة بكم، ولم يكن (أبو رقيبه) يعرفه ولا يعرف قرابته له، قال: وجاي ابشرك: إن القليب الفلانية التي لنا ولكم فيها نصيب اعتدى عليها رجل فخاصمته ووقفت له حتى خلصتها منه.
فجامله (أبو رقيبه) ودعاه للعشاء في بيته ولكن تبين أنه لا منزل له في بريدة، وأنه كما يقول فقير لا يستطيع أن يستأجر منزلا فبقي عند أبو رقيبه في بيته أيامًا حتى ثقل عليه لأنه مشغول بأعماله ثم أعطاه شيئًا من المساعدة المالية وصرفه.
وبعد نحو سنة أو أقل عاد الرجل نفسه إلى (أبو رقيبه) وقال: أنا جيت من ديرتكم الأولة أبشرك أن فلان - شخص آخر - اعتدي أيضًا على القليب ووقفت بوجهه حتى منعته من اعتدائه عليها، فاحتد أبو رقيبة ذاكرًا مقاله الأول عنده وتثقيله عليه، وقال: أبي أعطيك كل اللي لي بالقليب المذكورة شرط أنك ما تجي لي مرة ثانية من جهتها! ! !
كنت لا أعرف مدرسة وقفية خيرية في بريدة يوقف عليها أناس من الأسرة التي أنشأتها مثل مدرسة سليمان بن سيف التي هدمت مع الأسف وألحقت أرضها بالسوق المركزي في بريدة من دون أن يبقى لها أدنى أثر رغم كونها مهمة تاريخية، ومن الأمثلة على ذلك أن (قوت بنت الأمير حجيلان بن حمد) أوقفت عليها وقفًا.
ولكنني تذكرت أننا عندما أردنا افتتاح المدرسة الثانية في بريدة التي عينت أنا مديرًا لها وهي التي أصبحت تسمي بعد ذلك (المدرسة المنصورية)، وذلك في أول عام ١٣٦٨ هـ ذهب الأستاذ صالح بن سليمان العمري مدير المدرسة الأولى آنذاك وهي التي صارت بعد ذلك تسمى (الفيصلية) وكان هو الذي يراسل المعارف