وأكلنا أكلًا لم أكل مثله من التمر من مدة طويلة، وكذلك باقي الأضياف، ثم نمنا في قهوته أي مكان القهوة من بيته شبعانين ودفيانين ورويانين من القهوة.
وفيما يتعلق بكرم عيسى الرميح خاصة غير ما ذكرناه، وغير ما هو معروف به ما حدثني به سليمان بن علي المقبل الملقب أبو حنيفة، قال:
كان عيسى الرميح قد قدم معه حملتان من العراق، والحملة الواحدة هي مجموعة من الإبل ما بين السبعين إلى الثمانين محملة بالأطعمة من القمح والتمن - الأرز - وكان يفرغ ما على أحمال الإبل في بيت كبير له غير بعيد من بيت آل مشيقح في غرب بريدة القديمة فرأي وهو مع الحملة وهي تدخل إلى بريدة رجلًا راكبًا بعيرًا يسرع في سيره من أجل أن يلحق الحدرة والحدرة هي القافلة من المسافرين على إبل إلى العراق والكويت والعادة أن الراكب المنفرد على بعيره يتخلف عنها يومًا إذا لم يكن له شغل معها يعوقه.
وكانت الحدرة قد بدأت السير أمس، فسأل عيسى بن رميح عن الراكب هذا من هو؟
فقيل له: هذا سليمان الضويان ذاهب مع الحدرة إلى العراق من أجل أن يحضر معه حملًا من العيش - القمح - لأن الزروع هذا العام - كما يعلم عيسى وغيره - قد أصابتها جائحة أتلفت محصولها فاضطر الناس إلى الحصول على الحبوب من العراق فقال عيسى الرميح: سليمان الضويان اللي يقول الناس بالمثل بعائلته: "لو ركب الفقر حصان ما لحق الضوَّيان" يروح للعراق يجيب حمل عيش، والله ما يروح سليمان الضويان للعراق لأجل ها الجمل، يا ولد، عطه حمل عيش وهو حمل بعير من القمح! ! !
ولم يسافر سليمان الضويان إلى العراق لأن حاجته قضيت بسبب كرم عيسى الرميح.