الأثر في حياته، كان عليه أن يتساءل ماذا حقق من رحلته هذه إلى أمريكا وتنقلاته العديدة بين ولاياتها؟
فقد طاف باثنتين وأربعين ولاية - كما ذكر - خلال أربعة أعوام من إقامته هناك، فقد هاجر إلى أمريكا قبل انضمام ولايتي الاسكا وهاواي إلى الاتحاد الفيدرالي الأمريكي، فهو مهاجر قديم عايش جيلًا لعله غاب تحت الأرض، وحين يوازن بين مكاسبه الذاتية وخسائره المادية يجد أنه قد كسب التجربة وخسر المادة.
تلك الغربة وما تبعها من متاعب، وما تخللها من تقلبات قطع خلالها مساحات شاسعة وأجواء متباينة وألوانًا مختلفة من الصخب والهدوء والحركة والركود، وعايش فئات من الناس متعددة الاتجاهات متنوعة الأهواء، وعاد كما ذهب لا يلوي على شيء - كما يقال - حتى ابنه الوحيد لم يظفر به فقد حكمت المحكمة هناك لوالدته بحضانتها له وولايتها عليه.
عندما عاد إلى البلاد كان ينغص فرحته بالعودة فقده لابنه الطفل الذي سوف ينشأ في محضن غير إسلامي وظل فترة زمنية يعاني حرمان مشاعر الأبوة وهو يتساءل عن مصير هذا الابن الذي لم يستطع الاهتداء إلى مكانه رغم كثرة السؤال والإلحاح في الاتصال، فقد تزوجت أمه من عربي مهاجر هو أحمد أبو شادي شاعر معروف، وبعد وفاته تزوجت بأمريكي، وقد بلغ نواف عشر سنوات من عمره حين انتقلت به إلى بريطانيا وكانت قد غيرت اسمه من نواف إلى كيف وأبدلت لقبه في الانتماء إلى أسرة أبيه بأن منحته لقب أسرتها، وهدفها من ذلك أن تنقطع تبعة أبيه له فلا يهتدي إليه مع استمرار المساءلة الدائمة.
وقد انقطعت الصلة بأمه لانتقالها من أمريكا إلى انجلترا وتغيير اسمه واستبدال لقبه، كل هذه عوامل أدت إلى حيرة الوالد تجاه ابنه، ولم تكن