ظلت هواية المغامرة تسري في كيانه، فبعد عودته وكان في زيارة إلى مصر في أوائل عام ١٣٦٩ هـ وأواخر عام ١٩٤٩ م أثناء وجوده في فندق سميراميس رأي فتاة مصرية أعجب بها وهي داخلة وانتظر خروجها ولحق بها في سيارة أجرة إلى بيت أهلها، وعاد بعدما عرف مقر سكنها فقد قرر من ساعته الزواج بها إذا هي قبلت.
وذهب عصر اليوم التالي إلى منزلها وقابل شقيقها وتم زواجه منها وكانت آخر نسائه وأنجبت منه ابنتين إحداهما طبيبة والأخرى تعمل في مجال التعليم وظلت معه إلى أن انتقلت إلى رحمة الله، ولا غضاضة في تدوين بعض الملاحظات التي قلما يسلم منها كتاب لاسيما ما يتعلق بالطباعة وهذه الملاحظات على النحو التالي.
الملاحظة الأولى: إذا كان المؤلف قد تعب في رحلاته ومغامراته التي حكاها لنا فقد أتعب قارئه باستطراداته الكثيرة التي تتطلب من القارئ أن يجتازها ليصل إلى لب الموضوع فهو يحشو معلومات متنوعة بين تاريخية واجتماعية وسكانية واقتصادية وإعلامية عن بعض الموضوعات في مستهل كثير من الفصول، وبذلك تضخم الكتاب وطالت رحلة القارئ مع المؤلف.
الثانية: لو اقتصر العنوان على الجزء الثاني منه وهو: (مذكراتي خلال قرن من الزمان) لكان كافيًا في الدلالة على مضمون الجزء الأول من العنوان وهو (صفحات مطوية من تاريخنا الحديث) وهو الاسم الذي أستسهله القراء والكتاب عند الإشارة إليه والكتابة عنه.
الثالثة: أن الكتاب صدر دون فهارس للمواضيع في نهايته كما هو المعهود في إصدار الكتب ونشرها ليسهل الرجوع إلى فصوله وهي ملاحظة جديرة بالاهتمام.