قد صدر خلال العقدين الماضيين مجموعة قليلة من الكتب التي توثق لهذه الظاهرة، وتسجل بعض أسماء رجالاتها وقصصها، كان من أبرزها كتب إبراهيم المسلم الثلاثة: العقيلات ورحلتي مع العقيلات والعقيلات، أسفارهم ورحلاتهم، كتاب: نجديون وراء الحدود لمؤلفيه عبد العزيز عبد الغني إبراهيم ويعقوب الرشيد دار الساقي، ١٩٩١ م، وقد حاول المسلم تحويل إحدى قصصها إلى عمل تلفزيوني ولكن محاولته لم تر النور.
إن هذا المقال يتحدث عن رجل من أبناء الأمة العربية غير المعروفين، أدرك تجارة العقيلات هذه وأسهم فيها، ثم هاجر إلى أمريكا، وتزوج منها مرتين وتجول في ولاياتها، وقام فيها بأدوار تجارية وسياسية وإعلامية ودعوية واستحق بجدارة أن يسمى أحد شهود القرن العشرين، الذي ما كان اسمه أن يغيب عن هذه السلسلة، فإذا بجريدة (الشرق الأوسط) تستحث الكاتب أن بدرج اسمه ليجد، أي الكاتب، أن بغيته من أهم المصادر عنه هو كتاب من منشورات الشركة السعودية للأبحاث والنشر، الجهة الراعية لهذه الجريدة، وأعني بذلك مذكرات الرواف نفسه، صفحات مطوية من تاريخنا العربي الحديث (جدة ١٩٩٤ م، شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر).
فالمقال يصلح أن يكون أيضًا عرضًا للكتاب نفسه، الذي يتكون من (٥٢٠) صفحة وقدم له د. سهيل زكار رئيس قسم التاريخ بجامعة دمشق وابن أخي الرواف: د. عثمان ياسين الرواف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود (وعضو مجلس الشورى حاليًا) اللذان أشرفا وغيرهما على مراجعته وتنقيحه. ويضم بين دفتيه (١٧) فصلًا، في جزءين رئيسين خصص الأول منهما الحياة الرواف في جزيرة العرب (وبلاد العراق والشام) ولتجارته المبكرة مع العقيلات، وخصص الثاني لأحداث هجرته إلى أمريكا وأتبعهما - بإيجاز -