بملحق عن حياته بعد العودة من هجرته راويا فيه قصة عثوره الممتعة - بعد أن تجاوز الخامسة والتسعين - على ابنه الوحيد نواف الذي غاب عنه مدة (٤٥) عامًا في أمريكا (١٩٤٧ م إلى ١٩٩١ م) إذ كانت والدته تحجبه في صغره عن والده خشية تهريبه إلى المملكة العربية السعودية في إثر طلاقهما، وقد قامت بتغييبه وتغيير اسمه.
إن مذكرات الرواف هذه التي بدأ في تدوينها منذ صغره، ثم أمضى ثلاثة أعوام في تحريرها النهائي، هي في الحقيقة وثيقة تاريخية مهمة، لأنها مسجلة بعين الراصد المعايش واقع الجزيرة العربية من منتصفها إلى شمالها، خلال فترة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي عاشها والتي تصدت لها ذكريات القلة من المثقفين والمؤرخين والسياسيين، لكن المرء يتوقف قليلًا أمام ادعائه أنه أول مهاجر سعودي إلى أمريكا، حيث من المعروف أن عبد الله الخليفة، وهو عقيلاتي من بريدة أيضًا كان قد سبقه بالهجرة منذ مطلع القرن العشرين، وقد روي الشيخ حمد الجاسر قصته في أحد أعداد مجلة اليمامة.
سيرته:
ولد الرواف قبيل مطلع القرن الميلادي المنصرم (حدود عام ١٨٩٨ م) في دمشق، في أسرة الرواف المعروفة في بريدة بمنطقة القصيم، وكان أساس الأسرة من مدينة العيينة لكنها نزحت متفرقة بين الرياض وعرقة المجاورة لها والقصيم، كما هاجر جزء من الأسرة إلى بغداد والزبير، واتجه أفراد منها إلى الهند، وكان أبوه (المتوفى عام ١٩٢٧ م) قد تزوج من أسرة شامية من حي الميدان الشهير بالمقيمين النجديين، حيث كان يوجد فيه عدد من أفراد أسرة الكحيمي والحجيلان والنجيدي والمشيقح والطويان والشيل والقاضي والمحيسن والصالح والجميل والرواف.