أسرته، ومعرجًا على الكثير من الأحداث التي مرت بنجد في تلك الآونة (العقد الثاني من القرن الماضي)، وهي الفترة التي سبقت انتهاء حكم آل الرشيد في حائل والأشراف في الحجاز، كما يسرد أسماء العشرات من القبائل ومن الشخصيات السياسية والاجتماعية التي عاشت تلك الفترة، ويقدم وصفًا للمدن الرئيسية التي مر بها في رحلاته التي لم تنقطع طيلة العقود الأولى من حياته، مع الاستشهاد بين فينة والأخرى ببعض الأشعار التي نظمت حولها.
ثم يستمر في سرد ذكرياته عن أول زيارة له على الجمال بالطبع، للمدينة المنورة أيام كان الشريف علي بن الحسين أميرًا عليها، وحيث كانت سكة حديد الحجاز تصلها بتركيا عبر دمشق، قبل أن تطالها أيادي التخريب فيصف الحياة فيها، وينوه بازدهارها الاقتصادي ثمرة لتشغيل هذا الخط، الذي دام ما يقرب من ثماني سنوات، وقد غادرها الرواف مستخدمًا القطار عائدًا إلى دمشق عن طريق الأردن قبل أن يحكمها الشريف عبد الله بن الحسين، وقد مر في طريقه بمدائن صالح (الحجر) وأقام في ضيافة صديق والده، وتاجر الخيول سليمان الرميح الذي صادفه هناك.
ويتجول الرواف في ذكرياته من إقليم إلى آخر ليروي التطورات السياسية التي تحل فيه، فهو مثلا وهو المعاصر الشاهد على أحداثها، يتحدث عن الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، والانتداب البريطاني على العراق والأردن، والاحتلال البريطاني لمصر والسودان، كما يتحدث عن ظروف إعلان الشريف فيصل بن الحسين نفسه ملكًا على سوريا، وقيام دولة هاشمية في شرق الأردن، وهكذا يأتي على ذكر معركة (ميسلون) التي شارك فيها عدد من النجديين المقيمين إلى جانب إخوانهم السوريين في محاولة لصد الاحتلال الفرنسي عن بلادهم.