والجمال والأغنام، والانطلاق بها إلى مصر وفلسطين أو يأتي تجارها، بالعكس - لشرائها، لقد بدأت هذه المدينة تزدهر بسبب ظروف الثورة السورية ضد الفرنسيين حيث دفعت تجار العقيلات إلى تحويل تجارتهم إليها، وكان خط حديد الحجاز ينتهي بها بعد تعطيل الجزء الحجازي منه إبان الحرب العالمية الأولى، وقد أصبح الرواف تدريجيًا وكيلًا في معان التجار النجديين يهتم بشؤونهم ويدفع الرسوم نيابة عنهم، ويبيع ماشيتهم ويبتاع لهم بأثمانها ما يرغبون من بضاعة.
ويستمر الرواف، وهو يرصد رحلاته المتكررة إلى الحجاز ونجد دون الإفصاح صراحة عن دوافعه، لكنه سرعان ما يدركه الحنين إلى دمشق التي ما انفك في ذكرياته يتغنى بالطفولة التي قضاها فيها، يرتع في مروجها ورياضها ويشيد بأمجادها.
ومن خلال تخصيصه للفصل الثامن للحديث عن جهوده التي بذلها، مدة ثلاث سنوات في بغداد دون أن يحالفه الحظ، لمحاولة استعادة وقف الرواف الذي كان جده محمد العبد الله الرواف قد أوقفه أثناء إقامته في العراق، فإنه يستعرض جانبًا من التاريخ السياسي الحديث للعراق في ظل الحكم الهاشمي في العشرينات، ثم يأتي على ذكر العديد من الشخصيات، من بينها الشيخ محمد العبد الله البسام، أبرز التجار النجديين المقيمين بين نجد والعراق والشام، وإبراهيم المعمر الذي عين وزيرًا سعوديًا مفوضًا في بغداد (١٩٣٣ م) وأخوه محمد عبد الرواف الذي خلف المعمر في السفارة السعودية في العراق (١٩٣٧ م).
هجرته إلى أمريكا:
ويمضي الرواف في ذكرياته بدءا من الفصل التاسع، وعلى مدى ثمانية فصول، للحديث عن هجرته إلى أمريكا، إثر زواجه الأول (سنة ١٩٣٣ م وعمره ٣٥ عامًا) من السيدة فرانسيس، وهي كاتبة صحفية أمريكية تكبره بسبع سنوات،