ولها بنت (كارولين) من زواج سابق، وقد تعرف عليها أثناء مكوثه في بغداد، وتجولا معًا مستقلًا الطائرة لأول مرة في حياته في مصر وسوريا ولبنان واليونان وإيطاليا قبل مغادرتهما إلى نيويورك التي وصلاها بتاريخ ٣/ ١٠/ ١٩٣٥ م، ليصبح من أقدم المهاجرين السعوديين إلى أمريكا.
وقد خصص الفصل العاشر للحديث عن انطباعاته المبهورة بمدينة نيويورك، وصف حياتها المثيرة للانتباه، وقدم كثيرًا من المعلومات الإحصائية عن وضع هذه المدينة في الثلاثينيات، ثم أشار إلى بعض الأحداث التي جرت في أمريكا إبان تلك الفترة مما يتصل بالعالم العربي، ولم يلبث الزوجان بعد أن قضيا أسبوعين منذ وصولهما الأراضي الأمريكية حتى شجعته زوجته على التجوال معًا في الولايات الشرقية، فزارا تسعًا منها في رحلة دامت ثلاثة أشهر، كتب في الفصل الحادي عشر وصفًا دقيقًا لأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، وخصص حيزًا كبيرًا منه لتاريخ الهنود الحمر، ولرواية الظلم الذي حل بهم على يد الرجل الأبيض المهاجر وعقد مقارنة بين أوضاعهم وبين حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال.
لكنه، وقد اتبع في تسلسل فصول ذكرياته تتابع الأحداث زمنيًا، يختم هذا الفصل فجأة بالحوار الذي جرى بينه وبين قرينته في إحدى الليالي التي قضياها في نهاية الجولة في أريزونا، والذي أدى إلى انفصالهما بعد ما تبين له، حسبما قال، أنها كانت تتكئ في علاقته الزوجية بها على يسرة حالتها المادية، ولم تتردد في تحذيره من الفراق منها كي لا يتيه في لجة أمريكا بعد أن أصبح في عمقها، فقرر الانفصال ثأرًا لكرامته، بعد أن استمر زواجهما ثلاثة سنوات.
لكنه لم يته كما توقعت زوجته - إذ قرر الاستقرار - في لوس أنجلوس، فحالفه الحظ منذ أول يوم وصوله إليها، حيث عمل في أعمال مؤقتة مختلفة، ليس أقلها مستشارًا للملابس العربية لدى أحد منتجي هوليود، وممثلًا في فيلم