سنوية لحشم سابق، وغرامات مفروضة عرفيًا لرجال من حجام على نفر من الحضر، وتم الاتفاق على ذلك وانسحبت عشائر المجرة من مدينة السوق.
وسبب هذه (الخاوه) أنه قد كانت زمر من دهماء السوق يرفعون أنعلتهم بوجوه أبناء العشائر عند أضعف الأسباب في الشجار والمنازعات، ويتناصرون كل يحمل نعاله بكفه اليمني تحت شعار (كاز كاز) وهي كناية عن النعال عندهم فأهين الكثير من العشائر لضرب النعال في السوق على هذه الكيفية من الهوج والرعونة وسفاهة العقول، فأريقت لذلك الدماء، وقتل عدة أشخاص في الرد على هذا السلوك البشع.
هذا هو الدافع الأصلي لاجتياح السوق في تلك الليلة الحمراء باللهب والشرار والدخان المضطرم.
كل ذلك الهول والرعب والخصومات المؤججة بالبارود والهدر في الدماء والمال والعلاقات الاجتماعية قد نجمت عن الخطل في الفكر المتسرع، ولكن الشيخ عبد العزيز أبو الخيل لم يُرد غير الإصلاح ولم ينو في نفسه شرًّا لأحد، فإنه قد اجتهد ولكنه أخطأ في الاجتهاد.
ولابد من ذكر ما لا يجوز إهماله عند تحرير هذه الصفحات الخالصة في التوكيد والتصديق القائمة على التثبت والتقرير الموثق بقوة الدراية وصحة الرواية ليعلم القارئ أن النجديين الذين كانوا في سوق الشيوخ كانوا دائبين في ذلك الزمن على الميل نحو الوجهة الرسمية التركية مخالفين علماء الحنابلة الذين كانوا يكافحون الحكم العثماني، ويناصبون بالسيف والقلم السلطان العثماني رافضين وصفه بالخلافة.
غير أن النجديين في سوق الشيوخ قد كان شيوخهم في ذلك الزمان يتقربون إلى العشائر الضالعة في خدمة الحكومة التركية ويتنكرون للقبائل