المعادية للحكم العثماني الذي كان يخوض المعارك في نجد ضد مذهب الحنابلة، وكانت قبيلة حجام وحلفاؤها قبائل المجرة ثائرةٌ ماردةٌ بوجه السلطان التركي أما بنو خيقان وحلفاؤهم قد كانوا مسالمين ومطيعين للأتراك وشاهرين سلاحهم معهم في زحوفهم على قبائل المجرة.
لذلك فقد وجدنا الشيخ عبد العزيز أبا الخيل من أنشط النجديين في الطاعة للحكومة العثمانية، ولقد وجدناه ينفق المال الكثير في تسليم بحض عشائر بني خيفان، ولقد كان تنصبُّ عطاياه وهباته على قبيلة آل شميس بخاصة فلقد كان يمول هذه العشيرة، ويساعدها على اقتناء السلاح والذخيرة في طول نزاعها المسلح بينها وبين قبيلة حجام، وكان آل شميس مثل الحرس الخاص في ديوان أبي الخيل يقيمون عنده، ويشتري لهم بكفالته السلاح والعتاد ويساعدهم في الدوائر التركية.
وفي كانون الثاني من عام ١٩١٠، بينما كان نايف بن وكظ كبير آل شميس راقدًا في ديوان أبي الخيل، وقد لبس الكيس الذي يقيه من البرغوث وشده من فوق رأسه، وعقد أزراره من كل جهة كما يفعل الناس في ذلك الزمان للحفاظ على جلودهم من لدغ البراغيث، وبينما كان نايف بن وكظ نائمًا على تلك الهيئة من تلبّسه بالكيس كأنه مُكّفن فوق فراشه حدث ما لم يخطر على البال، ولم يك في حسبان الشيخ عبد العزيز أبا الخيل فلقد كان لأبا الخيل أخ اسمه على قيل إنه كان مختل العقل وقد استيقظ فجرًا فرأى الخادم يعد الحطب للقهوة، وكان الحطب من شجر الغضا فالتفت فرأى ضيفهم نايف بن وكظ على تلك الصورة في سباته العميق في الكيس الأبيض، فأخذ بيده الفأس على غفلة من خادم القهوة، وظن أن هذا الهيكل الذي أمامه هو قطعة من خشب الغضا، فأقبل يضربه بالفأس حتى قطّعه تقطيعًا.