بطبيعة الحال مئات، بل آلاف القضايا في غير محله، فالشيخ لا يقصد ما فهمه الأستاذ سليمان الرواف من أنه لا يعترض عليه ما دام أن الصلح وقع برضا الطرفين مثل أن يدعيا مالًا، فيصلح أحد بينهما صلحًا يتضمن إقرار أحدهما بمال للآخر وموافقة الثاني على ذلك المبلغ وأنه لا يطالب بغيره.
وإنما مراد الشيخ أن حكمه بين الطرفين في الصلح محترم، لا يعترض عليه القاضي وليس معنى ذلك أن القاضي يمتنع عن النظر في قضية حكم بها أو نظر فيها محمد الرواف.
ومن الرواف الشيخ الشيهر القوي الإرادة الصبور على ملازمة ما يراه عبد الله بن أحمد الرواف.
لم نره، وإنما سمعنا به، ومع ذلك لم يكن حديث الإخوان من طلبة العلم الذين نشأنا بينهم كثيرًا عنه، ربما لكونه غادر بريدة وعاش خارجها منذ وقت طويل قبل أن نولد، فضلًا عن أن نعرف شيئًا من أخبار العلماء، وبخاصة الذين انضموا إلى الفئة التي خالفت آل سليم في الرأي حول مسائل عديدة وهم المعروفون بأتباع الشيخ إبراهيم بن جاسر، وهو من رؤوسهم، ومع ذلك كنا نسمع أشياء كثيرة عنهم، ولاسيما أكثرهم حركة، بل أكثرهم بروزًا بعد الشيخ ابن جاسر، وهو الشيخ عبد الله بن عمرو الذي قتل في الرياض لسبب سيأتي ذكره في ترجمة ابن عمرو في حرف العين.
وحتى غيره من المقيمين في بريدة ولكن ظلوا مهاجرين للإخوان من طلبة العلم الذين يطلبون العلم على آل سليم، أو يناصرونهم مثل صالح بن دخيل الجار الله، ومثل إبراهيم بن محسن التويجري وربما كان لمقتل الشيخ عبد الله الرواف وهو خارج البلاد السعودية، أثر في ذلك لأنهم اعتبروا أنه وقد مات خارج البلاد ينبغي أن تبقى سيرته خارج أحاديث المجالس الداخلية.