ومع ذلك كان القلة من الذين يميلون مع جماعة ابن جاسر إذا ذكروه وذكروا اسمه همسًا، يشيرون بذلك إلى أنه اختلف مع الملك عبد العزيز آل سعود، وأن الحديث في سيرته هو الحديث في السياسة التي لم يكن لهم في رسمها نصيب لأنهم أي جماعة الشيخ ابن جاسر اعتبروا من المعارضين لآل سليم وبالتالي لآل سعود، سواء أكانت معارضتهم لآل سعود حقيقية وهي الأقل أو افتراضية وهي الأكثر على اعتبار أن الذين يخالفونهم من آل سليم وتلامذتهم هم الذين يوالون الملك عبد العزيز آل سعود.
وحتى الذين ينظرون إليه نظرة مجردة لم يستطيعوا أن يحيطوا بأخباره ولا بمجريات حياته على اعتبار أنه كثير التنقل في البلاد، كثير الاختلاط والتأثير في الناس خارج البلاد السعودية.
لذلك طلبت من ابنه صديقنا الأديب النابه سليمان بن عبد الله الرواف أن يكتب لي ترجمته لأنني رأيت بعض الناس يتناقضون حول بعض أحداثها، فكتب لي الترجمة التالية بكل تفاصيلها وتعليلاتها فجزاه الله خيرًا.
قال: عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الرواف، عالم من علماء بريدة، ترجم له ابن بسام.
اشتغل بالتجارة مع عقيِّل مدة طويلة، ثم اشتغل بطلب العلم في دمشق وقرأ على علمائها، وحرص في إقامته بدمشق على جمع الكتب الخطية في الفقه ونسخ عدد كبير منها من مكتبة الملك الظاهر المعروفة.
في حروب الملك عبد العزيز ضد أهالي بريدة ٢٥/ ١٣٢٦ هـ كان رحمه الله من الذين مع آل بالخيل ومن لازموا محمد بن عبد الله المهنا - لأن الملك عبد العزيز عقد عهدًا بينه وبين أهالي بريدة، كان هو وأخوه عبد العزيز وسليمان العيسى ومحمد العثمان الجلاجل والصغير والعوني - هم الذي قاتلوا