مع محمد بن عبد الله المهنا وجاهروا بذلك، مع آل بالخيل وخوياهم، وقاتلوا طوال الليل ودخلوا معهم القصر عدا ابن عيسى وابن جلاجل منهم لم يدخلوا معهم نتيجة لذلك لما انتهت الحرب واستولى عبد العزيز على بريده في الليلة الثانية غادر رحمه الله يريده وتوجه إلى مكة، ونزل ضيفا عند الشريف حسين واستقبله وأكرمه، لكنه لما أقام ستة أشهر عنده استأذنه للرحيل عنه فحاول أن يبقيه عنده لكنه اعتذر قائلًا أنت بينك وبين ابن سعود عداوة وحرب، فلو بقيت عندك لكان من الممكن أن يؤخذ بعير من نجد من أتباعك لقال عبد العزيز هذا بدلالة بن رواف فعذره وأذن له.
ومن مكة سافر وأقام في المدينة سنتين، في أثنائها قرأ على بعض علماء الحرم وجمع كتبًا كثيرة، أرسلت لبريدة وضمت إلى مكتبتها.
ومن المدينة رحل إلى جيزان وكانت إذ ذاك تابعة لإمارة الإدريسي، فنزل ضيفًا عنده فاكرمه، لكنه أي الإدريسي كان يدعى الولاية، ويتظاهر بحيل كأنها خوارق عادات وكان مبتدعًا معاديًا لأهل نجد ومعتقدهم فحصل بينه وبين المرحوم خلاف وصار الوالد يجاهر بإظهار بطلان ما يدعيه من خرافات فاكن له الإدريسي بغضًا وحاول أن يبطش به، لكنه رحمه الله انتبه إلى ذلك في قصة طويلة وهرب إلى جزيرة فرسان وأقام بها بعض الوقت.
ثم انتقل إلى عدن فاشتغل بالتجارة هناك لمدة ثلاث سنوات، وفي أثنائها تعرف على أناس من الحضارمة أهل المكلا وهي إذاك سلطنة لآل القعيطي، فعلم به السلطان القعيطي فدعاه إليه فرحل إلى هناك فعينه القعيطي قاضيًا في المكلا، وظل قاضيًا هناك لمدة ١٦ سنة وتزوج وأنجب ابنين إلا أنهما ما تا قبل رحيله من المكلا.