ومن المكلا رحل إلى مسقط عاصمة عمان ونزل ضيفًا عند السلطان تيمور بن فيصل بن تركي آل أبو سعيد جد السلطان قابوس فأكرمه ولازمه مدة ثلاث سنين، وكان القسم الجنوبي الشرقي من عمان المعروف بجعلان فيه قسم كبير فيه عدة مدن وقرى وقسم منه على الساحل تحت امرة بيت يعرفون بآل حمودة وكانوا حنابلة المذهب سلفية المعتقد فلما علموا به بحكم كونهم من أتباع سلطنة عمان طلبوه من السلطان ليولوه القضاء في مقاطعة إمارتهم فقبل السلطان لما رأى رغبة المرحوم بذلك، فارتحل إلى جعلان وتولى القضاء فيها المدة اثنتي عشر سنة، وفي أول سنة ١٣٥٩ هـ قتل رحمه الله فيها غيلة بظروف سياسية يصعب التحدث عنها.
نعم قتل لكن قتله تسبب بحرب دامية دامت لمدة أربع سنوات لأن الذين قتلوه قبيلة من بني بو حسن أباضية المذهب وبينهم وبين أمراء جعلان آل حمودة حروب وثارات قديمة والبلدة مجاورة للإمارة لا تبعد عنها أكثر من ١٢ ك م، والذين أوعزوا لهم بالقتل هم .... ، ... لذا لما قامت الحرب انضمت الحكومة وأئمة عمان ورئاستهم من الأباضة ضد أمير جعلان سرًّا وجهارًا لكنهم لم يشتركوا معهم بالسلاح ظاهرًا وبقي أمير جعلان وجماعته وحدهم.
لكن هذا لم يثن الأمير علي بن عبد الله آل حمودة عن مواصلة القتال لمدة أربع سنوات حتى قتل من خصومه أكثر من خمسين رجلًا كما قتل من قومه ١٣ رجلًا، وكبرت هذه الحرب وتسمى الآن بحرب الرواف بعمان يؤرخون بها كما يؤرخون بالمليدا والطرفية، إن كان التاريخ يتحدث عن السمؤال في الوفاء وهو يحتل جبلًا يحميه.
لنا جبل يحتله من نجيره ... منيع يرد الطرف وهو كليل