فإن علي بن عبد الله آل حمودة أوفي منه لأنه حارب بدم الوالد لمدة أربع سنين وهو محاط بالأعداء الأقوياء، حارب لأنه جار له وقد حارب وهو ليس محتميًا بجبل ولا غيره، إنما هو محتميًا برجاله الأبطال الشجعان الذين حاربوا الإنكليز وصدوهم على أعقابهم وحاربوا أئمة الأباضة على طول الزمن وتاريخهم معروف فإن كان السمؤال يضرب به المثل في الوفاء فأمير جعلان أوفى منه إنه بطل الوفاء في القرن العشرين بلا نزاع أقول هذا لأنني أحد الجنود الذين لازموا هذه الحرب طيلة مدتها وأعرف الضغوط التي جابهها رحمه الله فلم ينثني من عزمه.
أكتب لكم ذلك لتأخذوا منه ما ترونه صالحًا وتحذفون ما تشاءون.
كتبه سليمان عبد الله الرواف
أقول: الأمر كما ذكره صديقنا الأستاذ سليمان الرواف فيما يتعلق بوفاء أمير جعلان وصبره على تلك الحرب حقيقي، ولذلك دخلت في المأثورات الشعبية حيث إنه نظم بعض شعراء العامية، ذلك في أشعارهم كما فعل الشاعر محمد بن مشعي الدوسري من أهل وادي الدواسر.
قال محمد بن مشعي الدوسري (١):
انظر بجعلان ولد حموذه ... له قصة قليل اللي سارها
قتل ابن رواف وهو في ديرته ... وتركز له البيضا بعالي انشارها
ثار المثار اللي قليل فاعله ... ودام بين الفئتين انثارها
اللي قتل سبعة عشر شخص فارس ... ما قبل صلح، ودايس أخطارها
وقاموا القبايل كلهم بضده ... ما قبل حتى أنه قتل جرارها
هذا ومثله ما يغط حسابهم ... في كل ديوان تشيع أذكارها