ولي تعليق على هذه الوثيقة التي هي أقدم وثيقة عثرنا عليها فيها اسم رواف، ونحن لا نشك في أنه يوجد للرواف وثائق أقدم منها ولكنها لم تصل إلينا.
والتعليق عليها هو أنها في ظني لم تكتب في عام ١٢٢١ هـ ولكنها لم تكتب إلَّا بعد ذلك بعد أن رأى أهلها أن الأثر يحتاج إلى تسجيلها.
والدليل على ذلك أن أحد الشهود فيها هو عمر بن سليم وهو لم ينتقل إلى بريدة إلَّا في عام ١٢٣٣ هـ أي في وقت حصار الدرعية، إلا إذا قيل: إنه ربما كان في زيارة لبريدة في ذلك التاريخ أي في سنة ١٢٢١ هـ وهذا بعيد.
وإضافة على أن معظم المبايعات والوثائق التي كتبها كاتبها سليمان بن سيف كانت تاريخها بعد ذلك.
ومن الشهود الذين ذكروا في القسم الأول منها عبدالرحيم الحمود وهو رأس أسرة العبدالرحيم الذين هم من آل أبو عليان وعهدنا شهاداته بعد ذلك التاريخ بكثير أي في العشر الرابعة من القرن الثالث عشر.
وبذلك يكون ما افترضه الأستاذ سليمان الرواف أنه قد يفهم من ذلك أنه عمر أكثر من ١٢٥ ليس واقعًا إلَّا إذا وجدنا دليلًا بنصه على ما ذكره غير ما ورد في هذه الوثيقة.
ومما قد يؤيد ما قلته أن ثمن القليب المسماة سمحه وهو ثمانية وستون ريالًا كان دينًا حالًا لعبد الرحمن الرواف على عقيل العلي.
أما عقيل المذكور فهو من بني عليان حسبما أعرفه وينبغي أن ننوه هنا إلى تعريف القليب التي قد يظن بعض القراء الذين لا يعرفون مثل هذه الأشياء على حقيقتها أنها مجرد قليب أي بئر فيها ماء والصحيح خلاف ذلك فالقليب في اصطلاحهم تكون مزارع واسعة للقمح تسقي من القليب ولا يكون فيها نخل في