وكان لرأيه في السلم وصف ... لداء يكره الباغي عَقاره
وسلطان الذي لا خير إلا ... رأيت يمينه تشكو يساره
عضيد آخر وشقيق جودٍ ... يفك لمُعدِم الدنيا إساره
رجال حكومة نشأت أساسًا ... على الإسلام لا تعدو إطاره
مواقفهم مشرفة وتبدو ... لدين الله في الدنيا مناره
فكم من مركز حرصوا عليه ... وكم من مسلم جبروا انكساره
وما يستنجد الملهوف إلّا ... وقد وصلت إعانتهم دياره
وليس لأمة أمل بنصر ... إذا ما وحّد الكلّ قراره
ففي الإسلام مَنْ يرضى احتلالًا ... يطول ويُحكم الطاغي حصاره
ويهدم في فلسطين المباني ... ويقصف أهلها بأشد غاره
فلسطين التي نادت مرارًا ... فلم يسمع سوى طفل الحجاره
فأين المسلمون لقد توانوا ... فاطلق آمنًا منهم عياره
سيأتي النصر يا شارون يومًا ... نراك به تجرّعت المراره
وقال أيضًا: (عقوق البلاد):
سألت العين دمعك ما أثاره؟ ... فردت والدموع لها غزاره
تقول أما ترى قلبًا جريحًا ... لأم قد تجرّعت المراره
سلوها إن جرح الأمّ يبقى ... ولو جاءت بوجهٍ ذي نضاره
فكيف إذا تفطّر من عقوقٍ ... لها ممن يُردّ البرَّ غاره؟
سبقتهم خيرها فسفوها ما لا ... يُقرُ أذاه دينُ أو حضاره
تربّوا في ثراها فكافأوها ... بلؤم في الدناءة والحقاره
تلوم بها العدا ويكون منّا ... عدوًّ يختفي خلف الستاره
لقد ظلوا الطريق وكلُ ماشٍ ... وراءَ العُمْىَ تُفْقِده مساره
فأيّ شهادةٍ في قتل طفلٍ ... تُبرّر للذي انتحر انتحاره؟ !
تذرّع بالجهاد فأيُّ نصرٍ ... بقتل أخيك أو نسف العماره؟ !