جهادُك لو صدقت ففي مكانٍ ... به الأقصى يُنادي في حراره
فوفر ما اقتنيت به سلاحًا ... لقدسٍ يُحكم الباغي حصاره
فلسطين التي نادت مرارًا ... فلم يسمع سوى طفل الحجاره
وأيّ شريعة قالت بهدمٍ ... على الدْميّ والمدنيٌ داره؟
إذا بالأمّ أرملة وطفلٌ ... يتيمٌ راح والده خساره
يقول أبي يرافقني لفصلي ... وكنتٌ إذا تجمّعنا جواره
أعبر عن شعوري مطمئنًا ... ويفهمُ ما أريد بلا عباره
أبشّره فيفرح في نجاحي ... ويُعطيني مكافأة البشاره
وأيّ أبٍ لمدرستي سيأتي ... مع الأباء لو طلبوا الزيارة؟
وأيّ أبي سيأخذني إذا ما ... تعبْتُ بها ونادته الإدارة؟
ومن يا والدي سيكون جنبي ... إذا ما اشتدّ برد أو حراره؟
لك الله الذي أنجي نبيًّا ... ببطن الحوت لا يدري قراره
يُنادي وهو في الظلمات يدعو ... ببحر ليله أخفى نهاره
ويحفظك الذي في الغار أخفي ... رسولًا حاصر الكفّارُ غاره
لصاحبه يقول الله معْنا ... فلا تحزن فأيقن بالجساره
فعش ابنًا لكل أبٍ كبيرٍ ... بظلِّ حكومةٍ ترعى صغاره
حكومةٌ والدٍ نشأت أساسًا ... على الإسلام لا تعدو إطاره
مواقفه مشرفة وتبدو ... لدين الله في الدنيا مناره
فكم من مركز أضفى عليه ... وكم من مسلم جبر انكساره
وما يستنجد الملهوف إلّا ... وقد وصلت إعانته دياره
وعبد الله نائبه وليٌّ ... العهد الفهد عونًا واستشاره
وفيٌّ للشيوخ أبو اليتامى ... قريب النيل ما أدني ثماره!
حميمٌ للصديق وإن تمادت ... لهُ الأعداء كان لهم شراره
وسلطان الذي لا خير إلَّا ... رأيت يمينه تشكو يَسَاره
لهم عضدٌ وللفقراء مدٌّ ... يُفك لمعدمٍ الدنيا إساره