المشيقح كبير أسرة المشيقح بعد أبيه وهو الزعيم الداهية المعروف وطلبت منه أن يعطينا مكتبة الشيخ فوزان السابق لنضمها إلى مكتبة جامع بريدة.
فقال لي: أنت يا أخ محمد - وكان عمري آنذاك - تسع عشرة سنة، تعرف أننا ما نقدر نتصرف بها، وهي أمانة للشيخ فوزان عندنا مثل سائر ممتلكاته، لكن إذا كتبتم إليه وسألنا وهو في الغالب سيسألنا، وإذا سألنا ذكرنا له أن المصلحة تقتضي وضعها في مكتبة الجامع لينتفع منها طلبة العلم.
فعرضت الأمر على شيخنا الشيخ عبد الله بن حميد ورجوته أن يكتب كتابًا للشيخ فوزان السابق وهو سفير المملكة في مصر آنذاك، فأمرني أن أعد الكتاب، ووقعه الشيخ وأرسله للشيخ فوزان إلى مصر، وجاء الأمر من الشيخ فوزان بالموافقة على ضمها إلى مكتبة بريدة، وكانت أكبر مكتبة خاصة ضمت لتلك المكتبة (مكتبة جامع بريدة) التي هي مكتبة عامة.
وقد ذكرت شيئا من ذلك في كتاب (ستون عامًا في الوظيفة الحكومية) وكتاب: (يوميات نجدي).
وقد غلط الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام فيما يتعلق بمكتبة الشيخ فوزان إذ قال:
وله مكتبة من أكبر المكتبات في بريدة، فقد طلب منه العلامة الشيخ عمر بن سليم أن يضعها في جامع بريدة، فوافق على ذلك، وقد وضيعت هي ومكتبة الشيخ عيسى بن رميح في مبنى أعده الشيخ عمر بن سليم في شرق جامع بريدة، وكلف الشيخ عمر رحمه الله، الشيخ علي العبد العزيز العجاجي، بالإشراف على المكتبة، وهي أول مكتبة أسست في بريدة، وهي الأساس للمكتبة السعودية القائمة الآن، التي طورها فيما بعد الشيخ عبد الله بن حميد.
ثم ضمَّت للمعارف بعد سفر الشيخ عبد الله بن حميد من بريدة، وكان