الشيخ عمر بن سليم - رحمه الله - قد قرّر تطويرها، وأن يضع فيها كتب طلبة العلم، الذين يتوفون فيما بعد، وأن يزودها بما يطبع من كتب العلم، وما يحصل عليه من المخطوطات النادرة (١).
والصحيح أن الشيخ عمر بن سليم رحمه الله هو الذي بنى المكتبة في الركن الشمالي الشرقي من جامع بريدة عندما هدم جامع بريدة في عام ١٣٥٩ هـ - وهو الذي كان مبنيًّا من الطين والحجارة، بالنسبة إلى العمد التي يقوم عليها سقفه، وإلي أساساته، وكان هدم الجامع لخلل فيه، وتعرضه للسقوط، بناء على ما قررته لجنة من (الستودية) وهم معلمو البناء بالطين مؤلفة من (الستاد) علي بن محمد الحامد والستاد عبد الله الماضي - فرفع الشيخ عمر بن سليم الأمر إلى الملك عبد العزيز يطلب فيه أن يأمر الملك بهدم المسجد الجامع وإعادة بنائه على نفقته، وقد وافق الملك عبد العزيز وأرسل للشيخ عمر بن سليم مبلغًا من المال.
وعهد الشيخ عمر للستاد علي بن محمد الحامد بأن يكون (استاد) بناء الجامع فبدأ بذلك في عام ١٣٥٩ هـ وكنت أعي ذلك تمامًا إذ كان عمري آنذاك ١٤ سنة، فكان والدي أخذني إلى رؤية بداية إعادة بناء المسجد، وكان الستاد ابن حامد صديقه الخاص.
وأذكر فيما يخص والدي أن أول مرة عرفت فيها أن والدي كان يعاني بداية الماء الأبيض (الكاتاركت) في عينيه عندما زرنا ذلك المسجد، وإلا لم يكن أخبرنا، ولم نكن لاحظنا عليه شيئًا، وبعد ذلك لم يزل الماء يزيد في عينيه حتى كف بصره بسبب ذلك الماء الأبيض.
وقد أمر الشيخ عمر بن سليم بإنشاء مكتبة في الطابق الثاني من رواق المسجد الشرقي الذي يلي بيته، أي بيت الشيخ عمر بن سليم ليس بينهما إلَّا زقاق