معتاد، وهدف الشيخ عمر بن سليم أن يضع فيها أولًا الكتب الموقوفة على طلبة العلم من أهل بريدة، إذ كان فريق من أهل بريدة يشترون الكتب على غلاء ثمنها، وندرة من يملكونها ويوقفونها على طلبة العلم من أهل بريدة، وأحيانا يوقف الكتاب على طالب علم معين أو شيخ معروف في وقته فيتوفى الموقوف عليه، ويبقى الكتاب عند ذريته، وإذا فرض أن القاضي أو ولي الأمر أو ورثة الموقوف أخذوه منهم، فإنه لا يوجد مكان عام يوضع فيه، وينتفع منه الجميع.
لذلك جاءت تلك الفكرة المفيدة في ذهن الشيخ عمر بن سليم رحمه الله ونفذها ببناء المكتبة التي هي قاعة كبيرة نسبيًا، ولكنه عندما انتهت عمارة الجامع في عام ١٣٦٠ هـ مرض وألح عليه المرض حتى توفي في آخر عام ١٣٦٢ هـ وبقيت المكتبة، أو على الأدق مكانها أو لنقل: إنه مبناها مهجورًا لم يوضع فيه كتاب واحد، ولا يفتح مطلقًا لأنه ليس فيه شيء.
وعندما عين شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد على قضاء بريدة في النصف الأخير من عام ١٣٦٣ هـ طرح موضوع إكمال مشروع المكتبة التي بناها الشيخ عمر بن سليم، ولم يوضع فيها كتب وكان من الذين ذكروا ذلك للشيخ عبد الله بن حميد صديقنا وزميلنا الحبيب علي بن عبد العزيز العجاجي رحمه الله.
فكان أن كتب الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد كتابًا للملك عبد العزيز يخبره بموضوع المكتبة، ويطلب منه أن يتفضل بتخصيص مبلغ سنوي للمكتبة لكي ينتفع بها طلبة العلم.
وقد وافق الملك عبد العزيز على تخصيص ثلاثة آلاف ريال (فرانسه).
فكانت بداية النشاط العملي لتلك المكتبة، وعينني الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في المكتبة باسم (قيم مكتبة جامع بريدة) استهداء بالتسميات التي كان سار عليها علماء الحنابلة وغيرهم في القرون الوسيطة، ومن ذلك تسمية العلامة الشيهير محمد أبي بكر بابن (قيم الجوزية)، لأن والده كان (قيم المكتبة الجوزية) في دمشق.