عبد العزيز في مصر - تاجرًا -؛ لأنه من رجال عقيل القدامى -، والآن ازددت معرفة بعلمه وسعة اطلاعه، واستيعابه لأقوال العلماء، وأنه طالب علم جيد.
ولما كررت على سماحته الرغبة في استكمال الكتاب قراءة، أو وضع مقدمة له، أمرني بإحالته إلى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، لقراءته ووضع مقدمة له، لأن مشاغل سماحته الكثيرة تحول دون استكماله، فاستجاب الشيخ جزاه الله خيرًا، وأكمل ذلك، قراءة ومقدمة.
جاءني هذا الكتاب بإحالة من الأمانة العامة لهئية كبار العلماء، وختم سماحته بأن أعيد الكتاب لابن المؤلف، لطباعته وبمقدمة ومرئيات الشيخ صالح، وما ذلك إلَّا أن سماحته - رحمه الله - قد أحسّ بالمرض، وبدأ عليه التَّعب.
وذهب الابن محمد بن فوزان إلى مصر، ليستكمل تصفية وبيع بيت والده، بعد أن توفيت والدته، وشراء الحكومة المصرية لهذا البيت.
لكن جرى تفريط في شيء مهم - لم ينتبه إليه - حيث حدثني أحد الإخوة، أن
كثيرًا من أوراق الشيخ فوزان ومراسلات متعددة منه وإليه قد تخلص منها المستلمون لهذا البيت، برميها في صناديق النفايات، فكانت ثروة لا تقدّر ضاعت، والمثل عندنا يقول:(الذي ما يعرف الصقر يشويه)، وقد اقتضت إرادة الله سبحانه أن يتوفى الأستاذ محمد بن فوزان في إجازة عيد الفطر من عام ١٤٢٠ هـ في مصر، بسبب انفلونزا حادّة - رحمه الله - وهو ابن الشيخ فوزان الوحيد.
بعد ذلك حصل اجتماع بيني وبين الأستاذ محمد الخضير ووكيل الورثة الأستاذ ماجد الرشيد لتدارس إحياء فكرة حركها ابن الشيخ فوزان، وقطعت مرحلة كبيرة، ويجب استكمالها، وعهدوا إلي بذلك تفويضا ومتابعة، فتمّ إعداد صيغة لهذا الاتفاق باتِّفاق ثلاثي.
عرضت الفكرة على أحد المحسنين، فتبرع مشكورًا بطبعه على نفقته، ولم