كان الشيخ فوزان السابق من العلماء الأفاضل، ولقد كان رحمه الله مع طلبة العلم يشتغل بتجارة الخيل والمواشي، حتى اختاره الملك عبد العزيز ليكون سفيرًا له بدمشق، ثم نقله إلى القاهرة، وبقي سفيرًا في القاهرة إلى آخر أيام حياته.
وقد طلب من الملك عبد العزيز عدة مرات أن يعفيه من العمل، ولكن الملك عبد العزيز رحمه الله لا يوافق على ذلك حتى بلغ أكثر من تسعين عامًا، عندما أعفاه من العمل، وأبقى له شخصيته الاعتبارية هناك.
وكان عميدًا للسلك السياسي بمصر مدة تزيد عن ثلاثين سنة، وله مكانة خاصة عند الملك عبد العزيز، فهو لا يعامله كموظف، وإنما يعامله كشخصية لها مكانتها في المجتمع.
والشيخ فوزان رحمه الله، هو الذي عرَّف المصريين بمعتقد أهل نجد، وأنهم على مذهب أهل السنة والجماعة في الأصول، وفي الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وقد شرح هذا الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله في ترجمة الشيخ فوزان بعد وفاته، ذكر فيها فضائله وشيئًا من أعماله وصفاته، والشيخ حامد الفقي هو الذي غسّل وكفّن الشيخ فوزان بوصية من فوزان، وهذا دليل على تقدير العلماء للشيخ فوزان.
وكان إذا علم بين أحد من أهل نجد نزاع أو خلاف حل مشكلتهم برأيه وماله، وله هيبة عظيمة وتقدير في نفوس الرعايا السعوديين، إذ كان تجار الخيل والإبل يرتادون مصر بالألوف سنويًا، ويقيم بعضهم هناك عدة شهور للتجارة بالخيل والإبل والأغنام.
وكان رحمه الله من رجال الدين والدنيا، ومن أهل الفضل، فقد كان منزله بمصر أكثر من أربعين عامًا موئلا وملجأ لأهل نجد، ورجال العرب الذين لهم نشاط سياسي، ولم يكن يجهل أحوال المقيمين هناك، بل كان يتفقد