للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحوالهم ويساعد المحتاجين منهم، وكان يخصص للفقراء والمحتاجين منهم مخصصات شهرية من ماله الخاص، وكان إذا علم عند أحد من الرعايا السعوديين ما يوجب نصحه استدعاه ونصحه، وربما أمره بمغادرة القاهرة (١).

قال الشيخ صالح العمري:

الشيخ فوزان السابق الفوزان سفير المملكة في مصر: كان من العلماء الأفاضل والأدباء الأجلاء، ولقد كان رحمه الله مع علمه يشتغل بتجارة الخيل والمواشي حتى اختاره الملك عبد العزيز ليكون سفيرًا له بدمشق، ثم نقله إلى القاهرة، وبقي سفيرا في القاهرة إلى آخر أيام حياته.

فقد طلب من الملك عبد العزيز عدة مرات أن يعفيه من العمل، ولكن الملك عبد العزيز رحمه الله لا يوافق على ذلك حتى بلغ أكثر من تسعين عامًا عندها أعفاه من العمل وأبقى له شخصيته الاعتبارية هناك.

وكان عميدا للسلك السياسي بمصر مدة تزيد عن ثلاثين سنة، وله مكانة خاصة عند الملك عبد العزيز فهو لا يعامله كموظف وإنما يعامله كشخصية لها مكانتها في المجتمع.

والشيخ فوزان رحمه الله هو الذي عرف المصريين بمعتقد آل سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحفاده وأهل نجد، فقد عين بالقاهرة قبل ولاية الملك عبد العزيز على الحرمين، وكان لمكانته العلمية والأدبية أثر في تعريف علماء مصر بمعتقد السعوديين وأنهم على مذهب أهل السنة والجماعة في الأصول، وفي الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وقد شرح هذا الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله في ترجمة للشيخ فوزان بعد وفاته ذكر فيها


(١) علماء نجد في ثمانية قرون، ج ٥، ص ٣٨١ - ٣٨٣.