هذا وقد عمر الشيخ فوزان حتى قارب المائة ولم يفقد شيئًا من حواسه، بل إن تجاربه وعقليته زادت على مر السنين، فقد ولد رحمه الله عام ١٢٧٥ هـ. وتوفي في القاهرة عام ١٣٧٣ هـ عن ثمان وتسعين سنة قضاها في العلم والعبادة وخدمة الدولة والمجتمع فرحمه الله وعفى عنه (١).
أقول: سبق أن أوضحنا موضوع مكتبة الشيخ فوزان السابق وأنها ضمت بأمره في زمن الشيخ عبد الله بن حميد، وبكتاب منه للشيخ فوزان أعددته بنفسي، وأما مكتبة الشيخ عيسى الرميح فلا أعرف عنها شيئًا ولم يوضع منها شيء في مكتبة جامع بريدة حتى فارقت المكتبة في عام ١٣٦٨ هـ.
وأما الأستاذ إبراهيم بن عبد العزيز المعارك فقد ترجم له في (أعلام القصيم) بترجمة موجزة ولكنها واقعية، والغالب أنه ينقل مثل هذه الأشياء عن والده الشيخ عبد العزيز المعارك الذي هو ثقة حافظ، قال:
الشيخ فوزان السابق الفوزان": أول سفير المملكة العربية السعودية في مصر (١٢٧٥ - ١٣٧٣ هـ).
ولد بمدينة بريدة عام ١٢٧٥ هـ، وتعلم القراءة والكتابة وأخذ العلم عن علماء بريدة، ومنهم المشايخ محمد بن عبد الله بن سليم ومحمد بن عمر بن سليم وسليمان العلي المقبل، ثم انتقل إلى الرياض وأخذ عن علمائها ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن حسن، ثم سافر إلى الهند وأخذ عن الشيخ نذير حسين واتصل بعلماء الشام ومصر وجالسهم وأخذ عنهم، كان رحمه الله عالمًا جليلًا وأديبًا فاضلًا جمع (بفضل الله تعالى) خيري الدنيا والآخرة، فكان من أكبر تجار العقيلات وزعيمهم، فإشتغل بتجارة الخيل والإبل وله إصطبلات مشهورة في بلبيس والمطوية بمصر، إلى أن قال: وهو أول سفير للمملكة بسوريا ومصر،