دارت فينا الأمور وبعدها بسنة اتفقنا أنا وعبد الرحمن السدرة الله يرحمه أننا نسافر إلى الحساء معي سيارتين دوج ومعي حجاج موديهم إلى الحساء وحين وصولي الحساء صادفت المرحوم عبد الرحمن وكنت في ذلك الوقت تعبان ودايخ وكان معي الدوج كثير التعطل بالخط.
المهم يا طويل العمر دليل على وفائه رحمة الله عليه، نمشي من الحساء إلى الرياض ومحملين تمر ودبس ويوم دخلنا النفود ورحنا على درب الجمل وحولنا على الحني ضربنا على الصمان وجينا على الحمراني حتى بدا واحد من الأدواج يخبط وهو معه رحمة الله عليه فورت ومعه المساعد علي المنصور وقفت أنا كل شوي وأنا فاك الكارتير وجالس أو ضبه وهو معي وقلت له: يا أبو ناصر، أنت رجال تدور فضل الله فلا تقعد، أنا رجل أبو ضب السيارة ولن أتركها في الدهنا، قال: أبدًا، والله العظيم ما أروح لو أموت أنا وأياك في هذا المكان، وجلسنا (٢١ يوم) أكلنا معيشتنا زادنا والحمل الذي معنا سكر وشاي وحاجات مرسلات معنا إلى القصيم فكيناها وأكلناها، ما معنا ما نأكله.
قصصت المواعين وأحطها سبايك لها الدوج ما بقي معنا إلا قدر واحد قام وأخذها المرحوم وركز بها وقال ما عندنا شيء نشرب به أو نطبخ إلى أننا بدينا نطبخ رز ونضع الإدام دبس.
وفي ذلك الوقت جائنا عبد الرحمن العبيد رحمة الله عليه وجماعة من أهل عنيزة ومروا علينا وقالوا سلامات يا أبو عبد العزيز، ويا أبو ناصر قلنا له شر وعيش مر حنا في موقفنا هذا لنا أثني عشر يومًا، وقلنا لهم كل ما مشينا خمسين متر خبطت السيارة علينا، قال عبد الرحمن العبيد ماذا تريدون؟ قلنا: كل شيء، نحن يابسة كبودنا لا معنا لا رز ولا شاهي ولا سكر، ولا قهوة ما معنا إلا تمر ودبس وعور بطوننا! .