الذي يأتي منهن من التمر يكون نصيب صاحب الملك وهو الأصل جزءًا معروفًا وهو أقل في العادة من نصيب صاحب العمارة، وهو الفلاح الذي يقوم على النخل يتعهدها بالسقي والإصلاح وجميع ما يلزم لها.
ثم قال: وباقي المقطر بأعمال البر على ذريتي الأنثى والذكر يريد أن يقول ذكورهم وإناثهم، ولكنه لم يبين ما كان يفعله غيره من إيضاح ذريتهم بأنهم مثلا أولاد الأبناء دون أولاد البنات - مثلًا - ولم يبين صراحة ما إذا كان الأبناء والبنات متساوين في الغلة، وظاهر كلامه من قولهم: الأنثى والذكر أنه يرى أنهم يكونون متساوين.
ثم ذكر شيئًا عجيبا يدل على نفاسة النخل وعظم مقداره عندهم، ونفع غلته من التمر لهم حيث قال:
والسكريتين بهن أربع حجج - جمع حجة - وهي أن يبعث الشخص من يحج عنه إلى مكة بالأجرة ويكون ثواب ذلك لمن دفع الثمن إلى أن قال:
والمكتومية أعلى الساقي سبيل مْنَه أي من ثمرتها خمس عشرة وزنة خمس للإمام والمراد به إمام المسجد، وخمس وزان للسراج وهو سراج المسجد في ليالي الشتاء، وخمس وزن للصوام أي تكون إفطارًا للصائمين في رمضان، ثم ذكر لفتة إنسانية جميلة وهي قوله فإن احتاجوا عيالي فيفطرون به أي إذا احتاج أولاده إلى تمر يفطرون عليه في صيام رمضان فإنهم أولى بذلك من الأجانب فيفطرون بهذه الوزنات الخمس من التمر.