لقد وصفت عبد العزيز بن عودة هنا بالشيخ ولا أشك في أنه لو سمع ذلك لما أجازه، لأن الشيخ في تلك الأزمان هو الذي وصل إلى رتبة عظيمة في العلم والعمل، وقد حدثني الشيخ محمد بن عودة السعوي، وهو ابن أخيه أن اثنين من طلبة العلم مرا بعمه عبد العزيز وهو بالمريدسية بحجة السلام عليه، وهما يريدان مع ذلك القهوة وما قد يكون معها من التمر.
فكان أحدهما ينعت صاحبه عند عبد العزيز العودة بالشيخ، فغضب عبد العزيز العودة منه، وقال: كيف تقول له: الشيخ وهو لا يزال طالبًا للعلم، ثم نهض من مكان القهوة ودخل إلى بيته وتركهم مع أحد أبنائه يقهويهم، ولم يجلس معهم بعد ذلك.
أما كراهية طلبة العلم المتدينين للاسلكي أو البرقية فإن ذلك كان أمرًا معروفًا لي وأمثالي وكان معقول السبب في القديم، إذ فوجئوا بما لم يكونوا يعرفون منه، ولم تتح لهم فرصة من عارفين أو خبراء به ليوضحوا أمره للناس.
ولقد أراني الشيخ فهد العبيد سؤالا مكتوبًا عنده لا أدري من الذي أملاه ولكن الذي كتبه هو الشيخ فهد العبيد يقول:
"ما قول العلماء الأعلام في هذا الأمر الحادث هذا الزمان وهو البرقي؟ أهو سحر وكهانة أو هو صناعة؟ إذا كان سحرًا وكهانة، فهل يجوز للعلماء أن يسكنوا عليه وهل يجوز للمسلم أن يأخذ بما يأتي به أو منه من الأخبار".