للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من طلبة العلم الأمور مفيدة عندما عرفت لأول مرة مثل الساعة التي كان بعضهم يسميها (الفويسقة) تصغير فاسقة، واستمر الجدل حول اتخاذها فترة من الزمن.

وليس استنكار البرقية في ذلك العهد وقفًا على طلبة العلم والورعين وحدهم بل كان عدد من كبار المشايخ كذلك منهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ الذي أرسل الرسالة التالية إلى الملك عبد العزيز بهذا الصدد:

من محمد بن عبد اللطيف وإخوانه إلى جناب الإمام المكرم الأحشم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل سلمه الله تعالى وهداه وأعاذه من شر نفسه وهواه آمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وموجب الخط السلام والخط المكرم وصل وما عرفت كان لدينا معلومًا ولا ذكرنا الاجتماع بك إلا قصدنا النصيحة بيننا وبينك، والنصيحة لك واجبة علينا، فإذا لم يحصل الاجتماع فلا بد من البيان لك في هذا الكتاب والنصيحة، فأول ما ننصحك به تقوى الله تعالى ومراقبته وخوفه والصدق معه والاعتماد عليه، وعدم الاعتماد على سواه، واستحضار الوقوف بين يدي الله في يوم تشخص فيه الأبصار ويجازي كل بعمله وسؤاله لك تعالى عن ما استرعاك عليه واستأمنك من أمور المسلمين وعدم الالتفات والأخذ في الأمور الكلية عن قوم لم يشموا رائحة العلم الموروث عن صفوة الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم) بل يعيبون على من تمسك بذلك في جميع ما يرد عليه وإنما يعولون على الرسوم العصرية الملائمة لأهوائهم، وقد قال الله تعالى مخاطبًا نبيه (صلى الله عليه وسلم) (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين)، ثم أعلم حفظك الله، أن الأمر الذي الكلام فيه ليس هو الأمر السابق الذي هو التحليل والتحريم فإن هذا قد مضى الكلام فيه، كما ذكرت، وإنما الكلام في وضع البرقيات في الرياض، وغيره من قرى نجد فلا يخفاك ما في وضعه من