للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر والمصابرة في سبيل ذلك.

وكان كثير الخوف والوجل من عذاب الله، والبكاء من خشية الله، والغيرة لدين الله، لا تأخذه في الله لومة لائم.

وله سعي متواصل في حل المشاكل، والإصلاح بين الناس، ومشاركات في النظر والتقرير، والتقرير عن الأضرار والآفات التي تحدث في الحاصلات الزراعية، وفيما يلزم للأملاك والأثاث والمثمنات من نظر وتقرير وإبداء رأي، وصلح وإشارة بنصف، وإعطاء المعلومات اللازمة لطالبيها.

ولمكانته وعلوّ قدره عند القضاة، فإنهم يثقون به، ويضعون ما يتم من قبله موضع الانتهاء والتنفيذ، وهم يحترمونه ويقدرون له جهوده العلمية والعملية، ومقامه الطيب بين الناس، كما أنه يزاول أعمالًا احتسابية أخرى من كتابة العقود والوثائق والوصايا والمكاتبات الخاصة والعامة، والرسائل والإجابات، وإجراء عقود الأنكحة وغيرها مما يحتاج الناس فيه إليه.

وهو في جميع تلك الأعمال والأمور المهمة يزاولها بطيب نفس، ورغبة في الخير، ومحبة للإحسان، لا يأخذ أجرًا على ما يعمل، يفعل ذلك إحتسابًا وابتغاءً للأجر من الله، والثواب عليه منه سبحانه.

أمضى شيخنا الرجل الصالح سليمان رحمة الله تعالى عليه، عمره وقضى حياته كلها في تلك الأعمال الصالحة، والأفعال الطيبة، والأقوال الصادقة الصائبة، والخصال الحسنة المرضية.

وقد حمدت سيرته، وأمنت سريرته، وقبلت مواعظه وإرشاداته، واستبشر بملاقاته، وما ذلك إلا بما فتح الله عليه من العلم على بيانه وتبليغه للناس على اختلاف مقاماتهم ومداركهم من رجال ونساء، حتى الأولاد الصغار، والأكابر