للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الرؤساء، مات سليمان الناصر السعوي في عام ١٣٨٨ هـ (١).

وللشيخ سليمان بن ناصر السعوي أخبار عطرة وكلمات أيضًا مختصرة مفيدة كتب لي خاصة حفيده الشيخ صالح بن محمد السعوي بعضها فقال:

من أقوال شيخنا في الخير والتوصية الصالح المفيد، مختصرة وفائدتها متسعة، ووقعها في النفوس كبير.

ومن تلك الكلمات المفيدة ما سأورده فيما يأتي:

كان شيخنا يقول في كثير من المجامع: سبحان الله تريد يا هذا الجنة بجلد أملس وهذا ما يحصل انتهى.

يريد بذلك أنه لابد للمسلم أن يجاهد نفسه، ويسعى في وقايتها من النار ووقاية كل ما كان مرتبطًا بها من الأهل من زوجات وأولاد، وغيرهم، والقيام بدعوة الناس إلى الخير، ونصحهم ومناصحتهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على ما يعرض للمسلم في سبيل ذلك من أذى وممانعة من الاستجابة، أورد الحق والاعتراض عليه.

وكان يقول: إبدأ الناس قبل أن يبدأوك، فسئل رحمة الله تعالى عن المعنى فقال: إذا كنت تريد وعظ الناس في المجتمعات العامة فبادر بالموعظة قبل أن تختلف رؤسهم ويأخذون في تداول الكلام فلا تستطيع اجتذابهم للموعظة والإنصات لها انتهى.

ولا يعني بذلك عدم إعطاء الفرصة للحاضرين من التحدث فيما بينهم بما يلزم التحدث فيه، ولكن تقديم الموعظة على الدخول في الموضوعات والقصص التي قد تطول وتأخذ مجامع القلوب، فإذا جاءت الموعظة بعدها فقد لا تقبل عليها القلوب بجملتها وهذا من باب الرغبة في قبول الموعظة وتقديمها على القيل والقال،


(١) المريدسية ماض وحاضر، ص ٨٦ - ٨٨.