للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرحمة بالموعوظين في تذكيرهم بمهمات أمور دينهم ودنياهم.

ومن أقوال شيخنا رحمه الله تعالى التي حفظت عنه ولا ينبغي إغفالها، أنه كان يقول: ما دام أن الجماعة اختاروا أن أكون متقدمًا عليهم بالإمامة فلماذا لا أتقدم عليهم في المجيء إلى المسجد في أول أوقات الصلوات الخمس قبل أن يحضروا إليه، انتهى.

ولذلك فإنه يبادر الأوقات فلا يكاد يؤذن المؤذن إلا وهو في المسجد، وإذا قيل له: تواني قليلًا فالوقت لم يحن بعد وأنت مبكرًا عليه، فيقول: عوقي من قول أنت مبكر، انتهى.

ويعني من كلمة عوقي أنها من وسائل تثبيط العزمات، ودواعي الكسل.

وكان شيخنا سليمان رحمه الله تعالى كيسًا فطنًا حازمًا لا يتوانى ولا يدع قربة يقدر عليها تذهب دون أن يأخذ منها بنصيب.

وكان رحمه الله تعالى يحث أئمة المساجد بالمبادرة في الحضور إلى المساجد في أول الوقت، والمحافظة على السنن الرواتب فيها ليحصل التأسي بهم، فهو يقول لهم: صلوا الرواتب في المسجد ليقتدي بكم المأموم فلا يدعوا الرواتب، وإذا لم تصلوها في المسجد فقد يقول بعضهم ما دام أن إمامنا لا يتنفل فنحن من باب أولى، حتى وإن كانت التهمة لا توجه إليكم أنكم تتركون التنقل في البيت، بل الظن فيكم حسنًا، وأنتم على سنة ولكن القدوة لها مكانتها، فكونوا قدوة صالحة لجماعتكم في الحضور إلى المساجد في أول أوقات الصلاة والطمأنينة فيها، وطول المكث فيها لتطمئن نفوس المصلين خلفكم، أنتهي.

وكان رحمه الله تعالى ينهض أئمة المساجد ويؤكد عليهم أن يواصلوا وعظ جماعتهم ما بين وقت وآخر، وأن يستديموا الوعظ فيما بين أذان العشاء، إلى إقامة الصلاة، بما يناسب من كتب التفسير والأحكام والسير والوعظ،